أساتذة وباحثون يناقشون قضايا وإشكالات الفنّ السابع في الجزائر

الـــسيـــنـــمـــا الجـــزائـــريـــــة..ذاكرة الثورة التحريرية المجيدة

قسنطينة: مفيدة طريفي

 

أجمع باحثون وأساتذة جامعيون، على أنّ الأفلام الثورية ساهمت كثيرا في الحفاظ على الهوية الجزائرية، من خلال تمجيد بطولات الشعب الجزائري إبّان الثورة الجزائرية.


تناول المشاركون في الملتقى الوطني “السينما الجزائرية..قضايا وإشكالات”، الذي نظّمته كلية علوم الاعلام والاتصال والسمعي البصري، بالتنسيق مع مخبر الاتصال الرقمي وتكنولوجيا الإعلام بجامعة قسنطينة 3، والذي جاء تزامنا والذكرى 70 للثورة الجزائرية، مواضيع عديدة، على غرار الدور الأكاديمي كشريك في تطوير قطاع السينما، مساهمة السينما الجزائرية في الحفاظ على الذاكرة الجماعية، والتحدّيات التي واجهتها في هذه الأحداث التي تعكس تجارب الشعب الجزائري.
كما ناقش المشاركون مضامين الأفلام، من خلال الصورة الشخصية للقادة الثوريين والشهداء، وكذا سير ذاتية ووقائع حقيقية وكيف خلّدت هذا التاريخ، وتطرّقوا إلى كيفية الاعتماد على سرديات الوثائق الاستعمارية التي توفرها مؤسّسات الدولة، على غرار الجامعات وبعض الشخصيات التاريخية في إنتاج فيلم تاريخي.
وقال عبد الله جعفر مسؤول خلية الإعلام والاتصال بالديوان الوطني للثقافة والفنون، خلال مداخلة حول “فن الاتصال في السينما التاريخية.. فيلم هيليوبوليس أنموذجا”، أنّ الديوان شريك مهم للسينما الجزائرية والعالمية، وذلك من خلال تجربة سنة 2017 التي قدّمت فكرة تحويل عرض الأفلام من القاعات الكبرى إلى قاعة سينما وفق معايير معمول بها عالميا، حيث رفعت التحدّي لبلوغ 300 متفرج في فيلم هيليوبوليس، الذي يتحدّث عن مظاهرات 8 ماي 1945 لمخرجه جعفر قاسم، مع تسجيل 600 متفرج آخر في صفّ الانتظار.
وأضاف المتحدّث، أنّ اللمسة الفنية والتقنية العالية للفيلم التي خرجت عن المألوف الكلاسيكي في المونتاج والإخراج، مكّنت من استقطاب الشباب، مؤكّدا في ذات السياق، أنّ التجربة السينمائية في قاعة العروض أقنعت الجمهور بمتابعة الأفلام الجزائرية بعد أن كان عددهم من20  إلى 30 متفرجا فقط أثناء اقتراح فيلم ثوري.
ومن جهتها، قدّمت الدكتورة “أمنة شريفي” دراسة ميدانية من وجهة نظر بعض الباحثين والأكاديميين في مجال السمعي البصري، حول الإشكالات البحثية في مجال السينما التاريخية، والتي توصّلت فيها إلى عجز كبير في استقطاب فئة الشباب لمتابعة هذه الأفلام، لتضيف قائلة “إنّ صناعة بعض الأفلام تصطدم بإشكالية الدقّة والتحرّي والمصداقية من خلال الوثيقة التاريخية، والتي تتأثر بالجانب الثقافي والاجتماعي الذي تعكسه هذه الأفلام”.
وأضافت المتحدّثة، أنّ تطوّر السينما الجزائرية مرّ بعدّة مراحل، حيث تمثلت المرحلة الأولى في تمجيد بطولات الشعب الجزائري وقد تميّزت بجودة عالية في الإنتاج خلال سنوات السبعينيات، لتواجه بعدها وفي مرحلة ثانية مشاكل من الناحية الاقتصادية على وجه الخصوص، وظهر اهتمام وانصراف الجمهور إلى مجال سينمائي آخر بدلا عن التاريخي، لا سيما مع بروز السينما المصرية والهندية، لتشمل المرحلة الأخيرة محاولة النهوض بالسينما خلال الألفية الجديدة.
وقالت “إنّ التحدّيات التي تواجه إنتاج الأفلام التاريخية، تتمثل في انتقاء المواضيع المناسبة، والحرص على تقديم أحداث حقيقية دون أيّ تحريف..”.
كما أشارت الدكتورة أحلام بولكعيبات في مداخلة بعنوان “تحدّيات السينما بين الماضي والحاضر”، إلى أنّ السينما الجزائرية ساهمت في الحفاظ على الهوية الجزائرية، وقالت إنّ الأفلام المنتجة خلال الثورة التحريرية، كان هدفها التحفيز على المقاومة ومواجهة الاستعمار، حيث عرضت هذه الأفلام في الجبال والمناطق الريفية المعزولة، وكان فيها تصوير لمشاهد الاقتتال بين الثوار والجنود الفرنسيين، واستعملت قصد التأثير على الرأي العام العالمي وكسب التعاطف مع الشعب الجزائري.
وأبرزت المتحدّثة أنّ السينما بعد 1962 أصبحت مرآة لتاريخ الثورة التحريرية وتوثيق لأحداثها، حيث تسرد قصص حرب التحرير الوطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19639

العدد 19639

الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
العدد 19638

العدد 19638

الإثنين 02 ديسمبر 2024
العدد 19637

العدد 19637

الأحد 01 ديسمبر 2024
العدد 19636

العدد 19636

السبت 30 نوفمبر 2024