يؤكّد الفنّان والمخرج المسرحي الربيع قشي، في حديث لـ«الشعب” أنّ مسرح الهواة في الجزائر، يعتبر بمثابة البوتقة والبوابة الأولى التي انطلقت على إثرها التجارب الإبداعية في الجزائر لصناعة فنّانين وتقديم مسرح محترف.
يرى الفنّان والمخرج المسرحي الربيع قشي بأنّه لم يكن هناك ما يعرف بالمسرح المحترف، قبيل الاستقلال وبعده، أيّ خلال فترة الستينيات، وإنّما كانت هناك تجارب قام بها رواد مسرح الهواة، والتي برزت ـ يضيف المتحدّث ـ من خلال الفنّان جيلالي عبد الحليم الذي يعود له الفضل في خلق حركة مسرحية بمستغانم قبل 60 سنة من الآن، وبالضبط سنة 1967.
ويقول قشي بأنّ الاحتراف في المسرح، لم يقترن فيما سبق بمفهومه الحالي والمتداول الآن، “خاصّة إذا قارنا ذلك بالإنجازات التي جاءت عن طريق مصطفى كاتب، وغيرهم ممّن ساهموا في تطوير الأداء المسرحي ونقله من الهواية إلى الاحتراف بعد الاستقلال، غير أنّ النواة الأولى للحركة المسرحية في الجزائر يعود التأسيس فيها لمسرح الهواة”، حسب المتحدّث.
ويشير صاحب التجربة الطويلة في مجال المسرح بالجزائر، أنّ كلمة هواة تعني كلّ ممارس للمسرح حبا وشغفا بهذا الفنّ دون مقابل مالي، وأكّد بأنّ العديد من الأعمال والتجارب التي قامت بها فرق هاوية بالجزائر عبر التاريخ، أثبتت مدى نجاحها ونجاعتها مقارنة ببعض الأعمال المسرحية التي تقوم بها فرق محترفة، مستشهدا في ذلك بتلك الأعمال التي قام بها فنّانون مسرحيون كان لهم الفضل في انتعاش الحركة المسرحية خلال فترة التسعينيات، بالرغم من عديد التحدّيات التي واجهتهم آنذاك.
فحسب المتحدّث يبقى المسرح الهاوي هو الأساس والمدرسة الإبداعية لأبي الفنون، والتي تشكّل توفر المخزون الإبداعي والطاقات الفنية في الجزائر، تماما مثلما هي الهواية في الفنون الأخرى ـ يقول ـ كالفنّ التشكيلي والموسيقي وغيرها من الإبداعات التي يكون فيها الاحتراف مرحلة نهائية انطلقت من الهواية.
الفنّان والمخرج المسرحي الربيع قشي، أكّد في ختام حديثه عن الجهود التي تبذلها في الوقت الراهن العديد من المسارح الجهوية لتعزيز نشاط الحركة المسرحية في الجزائر، في حين تعرف أخرى تراجعا في مستواها الأدائي لأسباب يطول شرحها، حسب الفنّان.
