مــــشــــــتـــــــلـــــــة الـــــتــــجــــارب الــــركـــحــــيـــــة وبـــــوابـــــة لـــــولــــــوج عـــــالم أبــــــي الـــــفـــــنـــــــــــون
شقّ الفنّ الرابع في الجزائر منذ عشرينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا طريقه بكلّ احترافية وثبات، حيث صنع روّاده مسارا حافلا بالإنجازات والعروض الهادفة والمتنوّعة التي تألّقت على الركح الجزائري وحتى العالمي..أسماء مسرحية جزائرية عديدة، جمعيات ونوادي كان لها الفضل الكبير في التأسيس لمسرح جزائري قائم بذاته له أصوله وقواعده الفنية، ويصنع الفرجة بأعمال إبداعية متنوّعة في نصوصها ومضامينها.
يعتبر مسرح الهواة واحدا من أهم وأعرق المدارس الفنية في الجزائر، الذي تمكّن منذ بداياته في نقل انشغالات الناس وتسليط الضوء على قضايا المجتمع، مسرح صنع مجده نخبة من الفنّانين الجزائريين، انطلاقا من صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية، على غرار الفنّان جيلالي بن عبد الحليم الذي وضع اللبنة الأولى لهذا المسرح، وكان مؤسّسا لأقدم مهرجان في افريقيا وهو مهرجان الهواة لمستغانم، بمشاركة رفيق دربه الفنّان الراحل ولد عبد الرحمن كاكي.
النهضة المسرحية التي أسّس لها جيلالي وكاكي وآخرون، يواصل مسيرتها اليوم الجيل الجديد من المسرحيين الهواة، الذين يرفعون مشعل التألّق في الجزائر وفي المحافل الدولية، فبالرغم من أنّ الكثيرين من رجال المسرح يؤكّدون على التحدّيات والصعوبات التي يواجهها مسرح الهواة، بدءا بالإمكانات المادية وقلّة فضاءات العروض ونقص التأطير والتكوين، إلا أنّ روّاده يواصلون إثبات وجوده، على اعتبار أنّ “الهواية بمثابة الخطوة الأولى للولوج لعالم الإبداع والفنّ والمسرح ثمّ الاحتراف”.