دعا “مخبر دراسات الإعلام والوسائط الرقمية” بجامعة أم البواقي، الباحثين والمهتمين إلى المشاركة في الاستكتاب الجماعي “عالم التدوين المرئي: صناعة المحتوى بالفيديو في العصر الرقمي”. ويحاول هذا الكتاب العلمي رصد كل تفاصيل التدوين المرئي، قصد تقديم صورة واضحة لكل المهتمين بهذا المجال. ومما يدرسه الكتاب منصات التدوين المرئي، وجمهوره، واستراتيجيات نجاحه، وأخلاقياته والتحدّيات التي تواجهه، وتأثره بالذكاء الاصطناعي.
ينظم “مخبر دراسات الإعلام والوسائط الرقمية” بجامعة أم البواقي، استكتابا جماعيا بعنوان: “عالم التدوين المرئي، صناعة المحتوى بالفيديو في العصر الرقمي” (The world of visual blogging : Video content creation in the digital age). ويمكن للباحثين والمهتمين المشاركة في هذا الكتاب الجماعي بإرسال إسهاماتهم باللّغات الثلاثة، العربية والإنجليزية والفرنسية، في أجل أقصاه الفاتح ماي المقبل.
ويلاحظ القائمون على الاستكتاب، وعلى رأسهم رئيسة المشروع الدكتورة هناء عاشور، بروز التدوين المرئي في المشهد الرقمي اليوم، كوسيلة قوّية لإنشاء المحتوى، وهو ما يسمح للأفراد والعلامات التجارية بإشراك الجماهير من خلال الفيديو. وعلى عكس التدوين التقليدي، الذي يعتمد على النص، فإن التدوين المرئي يستفيد من قوة الفيديو للتواصل بالأفكار، ورواية القصص، ومشاركة الخبرات بطريقة غامرة وديناميكية أكثر. وقد أحدثت منصات مثل “تيك توك” و«إنستغرام” و«يوتيوب” ثورة في استهلاك المحتوى، مما جعل الفيديو الشكل السائد للتواصل عبر الإنترنت مهما كان محتواها، كما أن التدوين المرئي يوفر للمبدعين أداة متعددة الاستخدامات وجذابة للتواصل مع جماهيرهم.
ومن الملاحظ أيضا، أن تطور محتوى الفيديو في العصر الرقمي مدفوع بالتقدم التكنولوجي وسلوكيات المستهلك المتغيرة، حيث أن انتشار الإنترنت عالي السرعة وكاميرات الهواتف الذكية المحسنة وأدوات التحرير التي تعمل بالذكاء الاصطناعي جعل من إنشاء الفيديو أمرا أكثر سهولة من أي وقت مضى. وبالإضافة إلى ذلك، تعطي الخوارزميات على منصات الوسائط الاجتماعية الأولوية لمحتوى الفيديو، وهو ما يرفع من معدلات ظهوره ومشاركته.. وهكذا، أصبح اليوم التدوين المرئي عالما قائما بذاته، يقدم فرصا لا حصر لها لمنشئي المحتوى للابتكار وتشكيل مستقبل الاتصالات الرقمية.
ومن خلال محاوره، يحاول هذا الكتاب رصد كل تفاصيل التدوين المرئي، قصد تقديم صورة واضحة لكل المهتمين بهذا المجال.
ويتعلق الأمر بعشر محاور، أولها “مفهوم التدوين المرئي” الذي يتناول تعريف التدوين المرئي، وتطوره، والفرق بينه وبين التدوين التقليدي. أما المحور الثاني “منصات التدوين المرئي” فيركز على منصات يوتيوب، إنستغرام، تيك توك، من حيث مميزات وعيوب كل منصة، وكيفية اختيار المنصة المناسبة.
ويهتم المحور الثالث “أنواع محتوى التدوين المرئي” بدراسة التدوين الشخصي (VLOGS)، والتدوين التعليمي، والترفيه والكوميديا، والتدوين التقني والمراجعات، والتوثيق والتقارير. فيما يسلط المحور الرابع “جمهور المدونات المرئية” الضوء على الفئات المستهدفة بحسب نوع المحتوى، وكيفية فهم سلوك المشاهدين، وأهمية التفاعل مع الجمهور. بعد ذلك، نجد محورا رابعا بعنوان “الذكاء الاصطناعي ومستقبل التدوين العربي” يتساءل حول كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي صناعة المحتوى، ويتطرق إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء الفيديو وتحريره، والتفاعل الآلي مع الجمهور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويركز المحور السادس “استراتيجيات نجاح التدوين المرئي” على بناء العلامة الشخصية، وتحسين محركات البحث للفيديو، واستراتيجيات التسويق الرقمي، وتحقيق الانتشار وتحليل الأداء. أما المحور السابق “أخلاقيات التدوين المرئي والمسؤولية الاجتماعية” فيركز على تأثير المحتوى المرئي على المجتمع، والقيم والأخلاقيات في صناعة المحتوى بالفيديو، والأخبار الزائفة والتضليل في التدوين المرئي. فيما يتطرق المحور الثامن “اقتصاديات التدوين المرئي” إلى مصادر الدخل (الإعلانات، الرعاية، التسويق بالعمولة، العضويات) ويطرح سؤال “كيف يبني المدوّن نموذجا ربحيًا مستداما؟”
ويسلط المحور التاسع “تحديات التدوين المرئي” الضوء على حقوق النشر والملكية الفكرية، وتغير سياسات المنصات، وإدارة المحتوى وتجنب الحظر والحماية من الاختراق، والإرهاق الرقمي والاحتراق المهني. وتختتم قائمة المحاور بمحور عاشر “دراسات حالة” يتضمن تحليل أمثلة ناجحة من مدونين مرئيين.