تعد مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بسيدي بلعباس ملفا حول المسجد الأعظم الكائن بحي الأمير عبد القادر بمدينة سيدي بلعباس، سيتم إيداعه على مستوى وزارة الثقافة والفنون لترميمه وإعادة تهيئته.
كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف لسيدي بلعباس خلال حضوره لـ “فوروم الصحافة”، عن إنجاز بطاقة تقنية حول المسجد الأعظم لإعادة تهيئته، بعد أن تم طلب تصنيفه معلما تاريخيا وثقافيا.
وأضاف أنّ والي سيدي بلعباس خلال زيارته للمسجد الأعظم، أعطى تعليماته بإيداع ملف لدى وزارة الثقافة والفنون للتأشير على طلب إعادة ترميم وتهيئته وتخصيص غلاف مالي لمباشرة الأشغال، وتأهيله ليصبح معلما تاريخيا ودينيا وثقافيا.
وكانت مديرية الثقافة والفنون قد اقترحت على اللجنة الوطنية تسجيله كمعلم ثقافي تاريخي السنة الفارطة. ويعتبر الصرح الديني الذي تم تدشينه في 11 أكتوبر 1891، أوّل وأقدم مسجد بني بولاية سيدي بلعباس، ويتربّع على مساحة سبعة آلاف متر مربع. وهو أيضا من ضمن التحف المعمارية الإسلامية التي تزخر بها المنطقة، إذ ما زال يحافظ على طابعه وهندسته المعماريين الفريدين من نوعهما.
وقد شهد المسجد عملية ترميم وتوسعته في 1945 و1961 م، حيث تتسع قاعة الصلاة لحوالي 1000 مصل، وتوجد به قاعة كانت في الماضي لتدريس الفقه والحديث النبوي الشريف، وكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية، كما يحتوي على مكتبة كانت تستقبل الطلبة المسافرين لقراءة القرآن الكريم، وقاعة للقضاء مع مكاتب تسيير شؤون القضاء الإدارية، حيث كانت تحرر عقود الزواج، عقود الهبات وتنظيم حالات الميراث.
وبه أيضا مدرسة قرآنية ذات أربعة غرف لتعليم الأطفال القرآن الكريم، تخرّج منها العديد من الأئمة من بينهم الشيخ بوعسرية بغداد والشيخ عبد القادر بن ساجي. وتعلو المسجد مئذنة مثمنة الأعضاء ذات الطابع المعماري العثماني، بالإضافة إلى أربع قبب وبه 52 نافذة بزجاج مزخرف يضفي عليه من الداخل إشعاعا يضيء المكان. أما بالداخل فيوجد محراب ذو طابع معماري فريد من نوعه مصنوع من الخشب العالي الجودة وبزخرفة عربية، وبه شرفة مقوسة و75 ركيزة مزينة بالجرانيت والرخام، كما به ثلاث أبواب صنعت بنمط مغاربي منحوتة ومرصعة بمسامير ومطرقتين لدق الباب.
المسجد العتيق شهد زيارة العديد من الشخصيات الإسلامية، أمثال الشيخ البشير الإبراهيمي، الذي زاره خلال الحقبة الاستعمارية، حيث نشط العديد من المحاضرات الدينية.
