بوسعادة تحتضن ملتقى “جمالية السّرد القرآني”

أضواء عن الأسس الجمالية للتّأمّل في القرآن الكريم

المسيلة: عامر ناجح

 

خلص الأساتذة المحاضرون بالمدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة، خلال اختتام الملتقى الدولي الموسوم بـ “المسافة الجمالية والمفارقة القصصية في السرد القرآني’’، إلى عدة توصيات هامة، على رأسها ضرورة توحيد جهود علماء التخصصات البينية من أجل تفسير جديد يثري علوم التفسير، وربط محتواه بمستجدّات العصر لمجابهة التحديات المعاصرة.


 شهد الملتقى الذي ترأسه الدكتور عاشور توامة، 116 مداخلة لأساتذة وباحثين من مختلف الجامعات العربية والجزائرية، حيث عدّ موضوع الملتقى ملمحا بسيطا في استجلاء مواطن الجمال في القصص القرآني، من خلال اعتماد آليات أحدث نظريات القراءة والتلقي، لاسيما المسافات الجمالية وأساليبها المتنوعة، وما تحدثه من مفاجأة وإدهاش وامتاع وتدبر في القرآن العظيم، حيث تمحورت إشكالية الملتقى في البحث عن الأسس الجمالية للتأمل في القرآن الكريم، التي تتضمن حسن قراءته، والعمل به طبقا لرؤية تفسيرية معرفية معاصرة تسهم في صقل شخصية دينية قوية متوازنة، واكتساب أساليب بلاغية تؤهّل الدارس أن يتدبّر في القرآن الكريم.
ومن بين التّوصيات التي رفعها الباحثون، هو الإشادة بجهود القائمين على تنظيم الملتقى الدولي المنظم بالمدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة وفرقة بحث (PRFU) وكذا تثمين جهود العلماء والأساتذة المشاركين بالأوراق البحثية العلمية من جل جامعات الجزائر وجامعات الدول العربية، كسلطنة عمان وإمارة الشارقة والعراق والسعودية ومصر والأردن والكويت وتونس وموريتانيا، إضافة إلى نشر الأبحاث والمداخلات التي قُدمت خلال المؤتمر في كتاب أو مجلة علمية محكمة، ليكون مرجعًا للباحثين والمهتمين بالسرد القرآني، وترسيم الملتقى الدولي وتنظيم طبعات لاحقة مع اقتراح توسيع موضوعه ومحاوره التي تشمل “البيان القرآني الكريم المقوم الأساسي لحضارتنا الإسلامية”.
كما أكّدت توصيات الملتقى على التنسيق مع الجامعات الإسلامية وأقسامها بالجزائر وربط انعقاده بمناسبة دينية، إلى جانب تنظيم ورش عمل تطبيقية، كإقامة ورش عمل متخصّصة تركز على تحليل الأمثلة التطبيقية للمفارقة القصصية والجماليات في السرد القرآني، مع تفاعل مباشر بين الباحثين والمشاركين، تأسيس منصة إلكترونية للحوار المستمر من خلال إنشاء موقع إلكتروني أو منتدى علمي يتيح النقاش المستمر حول مواضيع المؤتمر ويجمع الباحثون المهتمون بهذا المجال، وتشجيع الأبحاث متعددة التخصصات، فضلا عن دعوة الباحثين من تخصصات مختلفة، مثل الدراسات الأدبية واللغوية والتفسيرية، للتعاون في دراسة السرد القرآني من زوايا جديدة.
وشدّد المشاركون على ضرورة تنظيم مؤتمرات فرعية، وإطلاق برنامج تدريبي للطلاب والباحثين الناشئين، من خلال تقديم دورات تدريبية لتأهيل الجيل الجديد من الباحثين لدراسة السرد القرآني باستخدام مناهج تحليل أدبية معاصرة، ناهيك عن تعزيز التعاون الدولي من خلال: فتح قنوات تعاون مع باحثين ومؤسسات دولية تُعنى بدراسة النصوص المقدسة من منظور أدبي وثقافي، وإعداد دراسات مقارنة: تشجيع الدراسات التي تقارن بين السرد القرآني وسياقات سردية أخرى، لإبراز التفرّد الجمالي والدلالي للنص القرآني، بالإضافة إلى إنشاء مشروع ترجمة: ترجمة الأوراق البحثية المميزة إلى لغات أخرى، لتعريف العالم بجماليات السرد القرآني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19639

العدد 19639

الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
العدد 19638

العدد 19638

الإثنين 02 ديسمبر 2024
العدد 19637

العدد 19637

الأحد 01 ديسمبر 2024
العدد 19636

العدد 19636

السبت 30 نوفمبر 2024