أمام تراجع دور وفعالية قنوات الإعلام التقليدية بولاية بومرداس، خاصة منها خلايا الاتصال بالمؤسسات الإدارية العمومية في أداء مهامها بإعلام المواطن واطلاعه على مختلف المستجدات التي تهمه في مجال التنمية المحلية والخدمات وحتى غيابها بشكل تام في هيئات أخرى، عمل الإعلام الجديد على شبكة الانترنت على تعويض هذا النقص وملء الفراغ الكبير في الميدان بعدما لجأت الكثير من المؤسسات إلى إنشاء صفحات خاصة للتواصل مع المواطنين.
تشكّل الصّفحات الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي القنوات الأكثر تأثيرا وفعالية، وبالتالي الأكثر استخداما من قبل الهيئات والإدارات المحلية خاصة منها ذات الاتصال المباشر واليومي مع المواطن كالمؤسسات الاقتصادية. وبحسب رأي بعض المواطنين المتفاعلين مع مثل هذه الصفحات والمواقع الإخبارية والإعلامية التي تقوم بتزويد المواطنين بالمعلومات والمستجدّات عن مختلف الأنشطة والخدمات «أن صفة الآنية التي تتميز بها مثل هذه المواقع والصفحات والتحيين المستمر للمحتوى الإخباري أكسبها الكثير من الاهتمام والمتابعة من قبل المواطن حسب الحاجة خاصة مع ميزة التفاعلية والقدرة على الحوار والتواصل مع المعنيين والمسؤولين على الأقل من جانب رفع الانشغالات اليومية، ونخص بالذكر هنا الصفحات الخاصة ببعض البلديات وأخرى لرؤساء البلديات والمديريات الولائية من أهمها المواقع الالكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمديرية توزيع الكهرباء والغاز، المصالح الفلاحية، الصحة، الثقافة، التكوين المهني، جامعة بومرداس، مؤسسات التأمين والبنوك ومديرية التربية التي تعتبر من أكثر الصفحات متابعة بالنظر إلى العدد الهائل من الموظفين والأساتذة الذين يتطلّعون يوميا لمستجدات التربية بعد تعميم نظام الرقمنة لتلقي ونقل المعلومات والتواصل مع الأولياء، ونشر إعلانات المسابقات ونتائج الامتحانات المهنية والمدرسية. كما تحوّلت هذه المواقع والصفحات إلى منصات مفضلة للمدراء والمسؤولين المحليين للتواصل مع المواطنين، ونشر مختلف المعلومات والتقارير الرسمية الخاصة بكل قطاع كالإعلان عن النشاطات والتظاهرات، الخدمات كانقطاع الكهرباء ومياه الشرب الناجمة عن أشغال الصيانة والترويج للحملات التحسيسية المحلية التي تقوم بها مديرية التكوين المهني والتمهين لفائدة الشباب والمتربّصين، حملات المنفعة العامة في المجال الفلاحي والصحي وغيره من المعلومات المفيدة والرسمية التي يتطلع إليها المواطن تماشيا مع التوجه الجديد للشباب، وبالتالي فإن مثل هذه القنوات الإعلامية التي يوفّرها الإعلام الجديد بفضل شبكة الانترنت. وحسب العديد من المتتبّعين «فإنّه قدّم إضافة مهمة في ميدان الاتصال المحلي والإعلام الجواري الذي يكسب مزيد من المساحات والمقروئية لدى القارئ بفضل المزايا المذكورة، وهذا طبعا دون إهمال الدور الهام الذي يقوم به الإعلام التقليدي انطلاقا من مضامين الصفحات المحلية التي تقوم بنقل وتغطية مختلف الأنشطة اليومية، وكذا الإذاعة المحلية التي تؤدي خدمة عمومية مميزة لفائدة المواطنين من خلال البرامج التي تعنى بالتنمية المحلية، وفتح قنوات التواصل المباشر والحي مع المسؤولين المحليين للإجابة على مختلف الانشغالات. بالمقابل نسجّل تراجعا كبيرا لخلايا الاتصال التقليدية التي تم إنشاؤها في عدد من المديريات والدوائر للتواصل مع المواطن في إطار توسيع مفهوم الديمقراطية التشاركية، وحق المواطن في الاطلاع على مختلف المشاريع والبرامج التنموية التي تهمه بطريقة مباشرة.