تعدُّ الملاعب الجوارية في الجزائر، من المشاريع الرياضية التي برزت بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية كجزء من استراتيجية الدولة الرامية إلى تعزيز الرياضة وتحقيق التنمية المجتمعية في مختلف المناطق، وتهدف هذه الملاعب إلى توفير فضاءات رياضية حديثة في الأحياء السكنية والمناطق النائية لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة وتوفير بيئة صحية وآمنة للجميع.
شهدت السنوات القليلة الماضية إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعميم الملاعب الجوارية عبر كامل التراب الوطني، وقد سجّلت هذه الملاعب تطوّراً ملحوظاً كمّاً ونوعاً، خاصّة بعد إلحاق إنجاز هذه المشاريع بمصالح البلديات.
وقد خصّصت السلطات العليا ميزانيات ضخمة لإنشاء الملاعب الجوارية، حيث تم بناء العديد منها في الأحياء الشعبية والقرى النائية بهدف تمكين الشباب من ممارسة الرياضة بالقرب من مساكنهم.
وتحرص الدولة على بناء ملاعب جوارية تتماشى والمعايير المعمول بها وتكليف البلديات بإنشائها، وهو ما ساهم في سرعة تنفيذ هذه المشاريع.
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الأكاديمية الذهبية لكرة القدم بتندوف، عبد الوهاب أناتوف، أنّ تعميم إنجاز الملاعب الجوارية في الجزائر، يمثّل خطوة هامة نحو تحقيق “عدالة رياضية” وتوسيع قاعدة المهتمين والممارسين لرياضة كرة القدم ببلادنا، مؤكّداً بأنّ هذه الملاعب باتت مقصداً للعديد من الشباب والأطفال من أجل صقل مواهبهم الكروية والبحث عن موطئ قدم في النوادي الكبرى.
وأوضح شقيق اللاعب العالمي مسلم أناتوف أنّ الملاعب الجوارية التي تسعى السلطات العليا إلى تعميمها، لها دور هام في انتشال الشباب من الآفات الاجتماعية ونشر ثقافة ممارسة الرياضة السليمة بعيداً عن التشنّجات والعنف، مجدّداً التأكيد على أنّ هذه المنشآت هي ملاذ آمن للشباب اليوم من شبح المخدرات والجريمة.
وتابع أناتوف قائلاً إنّ اعتماد الدولة على سياسة توفير وتعميم الملاعب الجوارية، هي خطوة تستحقّ الوقوف عندها والإشادة بها، لما لها من أهمية في إبراز المواهب والطاقات الكروية ببلادنا، فالنوادي العالمية –يواصل قائلاً- تعتمد في اختيار المواهب على الملاعب الجوارية التي يتخذونها كنقطة انطلاق نحو اكتشاف أصحاب الطاقات الكروية العالية، خاصّة في المناطق النائية والأرياف.
وأشاد رئيس الأكاديمية الذهبية لكرة القدم بمساعي السلطات العليا في البلاد إلى إنشاء وتعميم الملاعب الجوارية عبر كافة مناطق الوطن، وتوفير هذه المنشآت بأعلى جودة والوقوف على صيانتها ومتابعتها بشكل دوري.
وأردف محدّثنا قائلاً إنّ لاعبو كرة القدم في النوادي الكبيرة يمرّون عبر مراحل قبل الوصل إلى العالمية، أول هذه المراحل هو اكتساب الموهبة اللازمة، ثم الأطير وأخيراً التكوين، مشيراً إلى أنّ الموهبة يتم صقلها واكتشافها في الملاعب الجوارية والمدارس التي تعدُّ خزّاناً للطاقات الكروية، في حين أنّ التأطير والتكوين هما عمل تقوم به النوادي والجمعيات الرياضية والأكاديمية لاحقاً.
وخلُص المتحدّث في الأخير إلى أنّ الموهبة الكروية تستخرج من الأحياء الشعبية والمدارس، حيث تنتشر الملاعب الجوارية التي تعتبر حاضنة للطاقات الكروية المستقبلية، داعياً النوادي الجزائرية الكبيرة إلى توجيه بوصلتها باتجاه هذه المنشآت التي تختزل سنوات من التكوين في مجال كرة القدم واستغلالها أحسن استغلال باعتبار أنّ لها دور كبير في تخريج لاعبين عالميين يمتازون بمهارات كروية عالية.