الفضاءات الرياضية المحلية.. الاستثمار في المستقبل

سفيان حشيفة

 

وضعت السلطات العمومية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، آلاف الفضاءات الرياضية بمناطق ريفية وحدودية عبر التراب الوطني، حيّز الخدمة والاستغلال الشّباني، مع تواصل إنجاز مشاريع أخرى في نفس المجال، في إطار الاستجابة لتطلّعات الساكنة المحليين وتوفير مرافق لممارسة هوياتهم في قراهم وتجمّعاتهم السّكنية.


سعت الحكومة الجزائرية ممثلة بوزارتي الرياضة والشباب، بالتنسيق بين مختلف الهيئات المركزية والمحلية، إلى تقريب الفضاءات الرياضية من شباب المناطق الريفية والحدودية، وتمكينهم من ممارسة أنشطتهم الجماعية مثل لعبة كرة القدم قرب مناطق سكناهم في فترات النهار والليل، بدلاً عن التنقل إلى عواصم البلديات والولايات وتكبّد عناء ذلك.
وساهمت المنشآت الرياضية المنجزة وأغلبها ملاعب صغيرة معشوشبة اصطناعيا، في تطوير وترقية الممارسة الرياضية الجوارية في الأرياف والبوادي البعيدة، وأتاحت الفرص لهواة الرياضات الجماعية لتنظيم دورات تنافسية محلية جمعت بين الترفيه وقضاء أوقات المرح والفرجة، واكتشاف مواهب شبانية من أعماق تلك الربوع.
وبدورها، استفادت أغلب الملاعب القديمة صغيرة الحجم “ماتيكو” المشيّدة بمادة الإسمنت، حسبما لوحظ، من عمليات تهيئة وتجديد لأرضياتها، وتلبيسها بالعشب الاصطناعي، لكي تستجيب لشروط النشاط الرياضي السليم والآمن، وهو ما أدّى إلى استقطاب شرائح واسعة من المجتمع المحلي من بينهم كبار في السنّ لممارسة هوايتهم، وجعل من تلك الملاعب في حالة نشاط مفتوح إلى غاية فترات متأخرة من الليل.
وقد أوْلَى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون، عناية خاصّة لشريحة الشباب منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد أواخر سنة 2019م، وترجم حرصه في الميدان بتجسيد برامج تنموية في قطاع الرياضة والشباب، وعمل على تحقيق الإنصاف بنفس مستوى الخدمات المقدّمة بين أقاليم البلاد الشمالية والجنوبية، وفي الحضري والريف، من خلال إنجاز ملاعب جوارية صغيرة معشوشبة اصطناعياً على نطاق واسع بكافة قرى الوطن.
وتنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية، سبق وأن قام وزراء الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والشباب والرياضة، بزيارات تفقّد وعمل للولايات عبر التراب الوطني، شملت تدشين مرافق وملاعب رياضية جديدة بالمناطق الريفية والمعزولة، لاقت استحسان الشباب الرياضي المحلّي التّوّاق لمثل هكذا مشاريع تنموية مهيأة ومجهّزة بعتاد ولوازم الإضاءة الليلية، التي أصبح يزاول فيها هوايته المفضلة بكلّ أمانٍ وفي مختلف فترات اليوم.
ويُجمع متابعون، أنّ الحقل الرياضي شهد ثورة فعلية شاملة، وطفرة هيكلية تنموية معتبرة على غرار إنجاز وتدشين ملاعب رياضية عصرية تُضاهي مثيلاتها في الدول المتقدّمة، مع إعادة النظر في دواليب التسيير المركزي والمحلي بالقطاع، بهدف القضاء على الممارسات السلبية القديمة التي تسببت سابقا في التأخر عن الركب الرياضي الدولي، وفتح المجال للتكوين وتشجيع الفرق والنوادي على الاعتماد عليه لاستكشاف المواهب الصغيرة والشابة محليا.
ومكّنت سياسة تطوير القطاع الرياضي والشّباني الناجعة التي تبنّاها رئيس الجمهورية، بحسب هؤلاء، في برمجة مشاريع تنموية على مستوى غالبية قرى بلادنا، كانت بالأمس القريب حلما صعب المنال لشريحة واسعة من شباب الريف، منها ملاعب كرة قدم ومسابح وأحواض مائية جوارية صيفية، وهو ما أنعش الحركة الرياضية المحلية وساهم في الرقي بالحياة الاجتماعية بالتجمّعات السكنية النائية.
إلى ذلك، لعب صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية التّابع لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، دورا أساسيا في تمويل مشاريع الرياضة والشباب بمناطق الظلّ والريف، عبر توفير أغلفة مالية بمئات الملايير من الدينارات الجزائرية لصالح السلطات الإقليمية والمحلية، من أجل إنجاز مشاريع تنموية في مختلف المجالات من ضمنها ملاعب رياضة معشوشبة اصطناعيا ومجهّزة بعتاد الإنارة الليلية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024
العدد 19650

العدد 19650

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
العدد 19649

العدد 19649

الأحد 15 ديسمبر 2024
العدد 19648

العدد 19648

السبت 14 ديسمبر 2024