في كلّ عام، يقيم الجزائريون احتفالات لذكرى المولد النبوي الشريف، وتمثّل هذه المناسبة الدينية جزءا لا يتجزّأ من عادات وتقاليد العائلات في الجزائر والمترسّخة منذ القدم.
وتتهيّأ المساجد ببرنامج ثريّ من العبادات، حيث تخصّص الخطب الدينية للحديث عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، فتُعرّف به وبسيرته العطرة وبأخلاقه النبيلة التي اتسم بها منذ ولادته إلى غاية وفاته صلى الله عليه وسلم.
ويتعبّد الجزائريون الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على المساجد، بإقامة جلسات ذكر الله والصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام وتلاوة القرآن، كما تقيم بعض الجوامع مسابقات دينية في تلاوة القرآن وأسئلة مكتوبة، ويكرّم بعدها الفائزون بجوائز تقديرية.
ويجتمع الأهل والأصدقاء في بيت واحد لتناول ما تم إعداده لهذه المناسبة، إذ تعدّ النساء أصنافا وأنواعا من الأكلات الشعبية والحلويات التقليدية نذكر منها «الكسكس» و»الشخشوخة» و»الرشتة» و»الطمينة»، كما تحرص كثير من الأسر الجزائرية في ليلة إحياء الذكرى على ختان أولادهم، مع ارتداء اللباس التقليدي الذي تشتهر به كلّ ولاية من ولايات الجزائر الـ58، كما تزيّن الأمهات في ليلة المولد أيادي أطفالهنّ بالحنّاء ويشعلن الشموع.
تكافـل وتضامــن
أما الجمعيات الخيرية والمحسنون، فيحرصون خلال هذه المناسبة على القيام بحملات الختان الجماعية للأطفال من ذوي الأسر المعوزة أو اليتامى بغية تخفيف العبء عن الأولياء، خاصة وأنّ المناسبة تزامنت مع الدخول المدرسي وما يتطلّبه من مصاريف إضافية تكون عبئا على العائلات ذات الدخل المتوسّط.
وغالبا ما يفضّل الشباب والأطفال الاحتفال في الشوارع إلى وقت متأخر من الليل، إذ تعتبر المفرقعات والألعاب النارية وبعض اللعب المضيئة أشهر تقاليدهم التي يحيون بها المناسبة، في الوقت الذي يتم فيه تشكيل فرق من الأطفال لأداء بعض الأغاني الدينية في مدح الرسول صلّى الله عليه وسلّم.