تتواصل بولاية بومرداس فعاليات المعرض الوطني للعسل ومنتجات الخلية التي انطلقت بداية الأسبوع بمحاذاة محطة القطاع وسط المدينة، بمشاركة حوالي 25 نحالا ومنتجا من مختلف ولايات الوطن المعروفة بنشاطها وتخصصها في هذه الشعبة الفلاحية التي تحمل أهمية خاصة ومتزايدة في المجتمع ومن حيث الحضور الاقتصادي، حيث شكّل الموعد فرصة لعرض شتى أنواع العسل ومشتقاته المستعملة في المجال الطبي وعمليات التجميل.
عادت تظاهرة معرض العسل ومشتقات الخلية في طبعتها التاسعة لتجمع النحالين والناشطين في الشعبة تحت إشراف مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع تعاونية تربية النحل لبلدية يسر التي جمعت 25 نحالا يمثلون عدة ولايات مجاورة وداخلية كالبويرة، تيبازة، البليدة، تيزي وزو، العاصمة، الشلف وغيرها جاؤوا لعرض منتجاتهم وطرح انشغالاتهم الكثيرة التي تتكرر كل دورة، خاصة ما تعلق بمشكل التسويق والأخطار التي تهدد الخلايا وصناديق النحل المتواجدة أغلبها بالمناطق الغابية والجبلية بسبب ظاهرة الحرائق، وتأثير المواد الكيماوية المستخدمة في المجال الزراعي.
وقد تزيّنت طاولات المعرض الذي يدوم الى غاية يوم 3 ديسمبر القادم بمختلف أنواع العسل ومشتقات الخلية من الجبلي، إلى عسل السدر، الكاليتوس والبرتقال وبأسعار متفاوتة حسب نوعية وجودة المنتوج، حيث تتراوح ما بين 3800 الى 6 آلاف دينار للكلغ، وهي أسعار مرتفعة بالنسبة للمستهلك حسب ردود الزوار مقارنة مع السنوات الماضية، لكنها غير ذلك في عين المنتجين الذين برروا ذلك “بتراجع الإنتاج وتذبذبه من موسم الى آخر بسبب الظروف المناخية الصعبة، خاصة منها الجفاف والحرائق ممّا يضطر الكثير منهم الى نقل صناديق النحل من مكان الى آخر أكثر ملاءمة وأوفر حظّا من حيث المراعي الخضراء وانتشار النباتات المزهرة، إلى جانب تكاليف أخرى تتعلق بالمواد الأولية ومعدات تربية النحل وصعوبات ممارسة المهنة”.
كما ركّزت الكثير من الأجنحة على عرض مشتقات الخلية من حبوب الطلع، الغذاء الملكي، شمع النحل ومواد التجميل المستخلصة من هذه المادة الطبية الطبيعية، التي تلقى رواجا كبيرا لدى فئة النساء وأكثر مردودية من حيث المداخيل، وهو ما دفع بالكثير من المربين الى تنمية وتنويع نشاطهم باستحداث مؤسسات متخصصة في صناعة وتسويق هذه المنتجات والمواد الصحية الخالية من المضافات والتركيبات الكيماوية حسب ترويجهم.
هذا ولم تقتصر الطبعة الجديدة على عرض منتجات العسل ومشتقات الخلية فقط التي تعتبر من الأهداف الرئيسية لتنظيم الصالون، بل توسّعت لتشمل برنامجا ثريا بالأنشطة والمداخلات العلمية والتقنية من قبل عدد من الباحثين المختصين في الميدان الفلاحي ممثلين لهيئات ومعاهد وطنية بهدف تقديم إرشادات ونصائح حول أساليب العمل الحديثة لترقية الشعبة وعصرنتها للرفع من مردودية الانتاج، إلى جانب عرض طرق حماية خلايا النخل والشعبة ككل باستغلال المزايا الممنوحة من طرف الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي للاستفادة من التعويض في حالة حدوث خسائر ناجمة عن الظروف الطبيعية.
مع الاشارة إلى أنّ شعبة إنتاج العسل بولاية بومرداس عرفت توسعا من حيث النشاط وعدد النحالين في السنوات الأخيرة بفضل عملية الدعم والمرافقة، وهذا بتسجيل أكثر من 2100 نحال ناشط، وأزيد من 54 ألف خلية ساهمت في ارتفاع الانتاج لهذا الموسم إلى حوالي 1200 قنطار بمعدل 3.5 كلغ للخلية الواحدة.