تكوين تعليمي وشبه عسكري للالتحاق بالجيش والاستفادة من الاحترافية
تعد مدارس أشبال الأمة مشتلة حقيقية للكفاءات العالية المتعددة التي تعتمد عليها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي من أجل تلبية احتياجاتها من الإطارات في جميع مجالات النشاط العسكري بصفة مبكرة وانتقائية، من خلال تكوين نخبة مشبعة بالقيم الوطنية والحضارية، مؤمنة برسالة نوفمبر الخالدة، ومدركة لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في مواجهة التهديدات والتحديات المتسارعة التي تفرضها المتغيرات الإقليمية والعالمية.
منذ استحداث مدارس أشبال الأمة، تم تسجيل نتائج ممتازة سواء في امتحانات شهادة التعليم المتوسط أو شهادة البكالوريا، ما يعكس جودة التكوين في هذا الصرح التعليمي الهام الذي يعول عليه في دعم القوات المسلحة بنخبة من الكفاءات في عدة مجالات، جنّد لهذه الغاية عنصر بشري مؤهل، ووسائل بيداغوجية حديثة توفرها المدارس، إضافة إلى هيئتها المديرة المتمثلة في مجلس توجيهي ومجلس بيداغوجي مكلفين بإعداد ومتابعة تلقين البرامج التعليمية المسداة على مستوى هذه المؤسسات والتي تؤهل الطلبة إلى التدرج واجتياز شهادة البكالوريا.
وحرصت هذه المدارس البالغ عددها 3 ثانويات و7 متوسطات موزعة على كافة أنحاء القطر -بهدف تغطية كامل التراب الوطني وزيادة فرص التحاق الشباب من مختلف أرجاء الوطن- على توفير البرامج التعليمية في الطور المتوسط والطور الثانوي، الذي لا يختلف عما يتوفر بالمدارس العمومية، باعتماد البرامج نفسها، والمواد، وفق الحجم الساعي والتوقيت المعمول به، بالنسبة للاختبارات والعطل بتأطير تعليمي يتكون من معلمين منتسبين إلى وزارة التربية الوطنية.
ويستفيد طلبة مدارس أشبال الأمة من تكوين شبه عسكري قاعدي، حيث يلقن الأشبال توجيها مدنيا ومعنويا يشمل مغزى وحس الواجب، وحب الوطن، ومعاني المواطنة وأسسها، وروح العمل الجماعي والتسامح والانفتاح على العالم وتنمية شعور الانتماء للجيش والأمة، ناهيك عن إعداد برامج ثقافية ورياضية متنوعة تتماشى ونظام الدراسة الداخلي، بهدف تدعيم العوامل التحفيزية الأخرى المتبناة، على غرار التكفل التام والمنحة الدراسية، فضلا عن الجوانب المتعلقة بالانضباط والسلوك العسكري القاعدي كـ»التحية» والالتزام بـ»النظام».
وعند تجاوز المرحلة الثانوية، يتم توجيه الناجحين لمواصلة التكوين على مستوى واحدة من المدارس العليا للجيش الوطني الشعبي، بعد متابعة سنة التكوين القاعدي المشترك على مستوى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، من أجل تحقيق المزيد من الاحترافية لإطارات الجيش المستقبليين، وعصرنة قواته المسلحة.
وبهدف استقطاب أحسن الموارد البشرية لتكون إطارات المستقبل الشابة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، يتم في كل مرة تنظيم أبواب مفتوحة إعلامية، للتقرب أكثر من العائلات الجزائرية التي تطمح إلى ضمان تكوين جيّد ومستقبل واعد لأبنائهم وجعلهم يساهمون في خدمة الوطن والدفاع عن مقدساته ومكتسباته.