المستشار التربـوي كمـال نواري لــ”الشّعـب”:

سبـاق مــع الزمــن لإنجـاح الدخــول المدرسي

خالدة بن تركي

خطـوات عمليـة لضمـــان عـودة التلاميـــذ فــي ظروف آمنـــة ومريحـة

 تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة خرجات “ماراطونية” للولاة والمسؤولين المحليّين عبر مختلف الولايات، في سباق مع الزمن من أجل تدارك النقائص والتحضير الجيد للدخول المدرسي المقرّر في 20 سبتمبر المقبل، هذه التحرّكات الميدانية المكثفة تعكس حجم التحديات التي تواجهها المدرسة، من تهيئة الهياكل وتجهيز الأقسام، إلى ضمان ظروف ملائمة للتلاميذ والأساتذة على حد سواء.

 إلى جانب خرجات الولاة، تعمل وزارة التربية أيضا على إنجاح الدخول المدرسي من خلال توفير الأساتذة الجدد، تجهيز المدارس، ومتابعة الأشغال الجارية في بعض المؤسّسات، كما تسعى الوزارة إلى ضمان ظروف أفضل للتلاميذ والأساتذة مع بداية السنة الدراسية، ورغم هذه الجهود، يبقى التحدي في جعلها مستمرة وتنعكس فعلا على حياة التلميذ داخل المدرسة.
في هذا الصدد، قال المستشار التربوي كمال نواري في تصريح لـ«الشّعب”، إنّ ولاة الجمهورية حاليا يعقدون اجتماعات ماراطونية مع مختلف القطاعات المعنية بالملف، لتحضير دخول مدرسي هادئ وآمن، تليها خرجات ميدانية لمتابعة مشاريع القطاع عن قرب خاصة، التي يفترض تسليمها قبل الدخول المدرسي والتأكّد من جاهزيتها واحترام الآجال و المواصفات، التي تتعلّق بالبناءات المدرسية لكل مرحلة من التعليم.
وأكّد نواري أنّ هذه الجهود الميدانية لا تقتصر على متابعة الورشات فقط، بل تشمل مراقبة ظروف التمدرس داخل المؤسسات، من حيث توفّر النقل والإطعام والتدفئة، حتى يكون الدخول المدرسي متكاملا، ويضيف أنّ الهدف الأساسي هو ضمان بيئة تربوية مريحة وآمنة للتلاميذ تمكّنهم من الانطلاق في موسمهم الدراسي الجديد بكل حماس واطمئنان.
وأكّد المتحدث على أهمية اللقاءات التنسيقية والتقييمية التي تعقد بشكل دوري، حيث يتمّ من خلالها مناقشة مختلف العراقيل التي قد تواجه المؤسّسات التربوية في حال عدم جاهزيتها، ومن بين الحلول التي يتمّ اللجوء إليها في مثل هذه الحالات، توفير مؤسّسات تعويضية داخل قطاع التربية أو الإستعانة ببنايات تابعة لقطاعات أخرى، بل وحتى تحويل بعض الهياكل المهملة إلى حجرات دراسية مؤقتة، ريثما يتم الإنتهاء من المشاريع الأصلية.
وفي السياق نفسه، أوضح محدثنا أنّ بعض المؤسّسات التربوية استفادت خلال هذه الفترة من عمليات توسعة هامة، الهدف منها تخفيف الضغط والقضاء على مشكلة الاكتظاظ التي تعرفها العديد من المدارس، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، فالتوسّعات الجديدة سمحت بإنشاء حجرات إضافية وتجهيزها بما يلزم لتوفير بيئة تعليمية أفضل وأكثر راحة للتلاميذ.
هذه الجهود تعكس إرادة السلطات في مواجهة واحدة من أبرز التحديات التي يعرفها القطاع، والمتمثلة في العدد الكبير من التلاميذ داخل القسم الواحد، غير أنّ هذه الخطوات الإيجابية تفتح المجال لتحسين ظروف التعلّم وتوفير بيئة تربوية أكثر راحة للتلاميذ، بما يساعدهم على التركيز والتحصيل بشكل أفضل.
وأشار محدثنا إلى أنّ العديد من المؤسّسات التعليمية القديمة لم تستثن من هذه الجهود، إذ خضعت لعمليات ترميم وصيانة شاملة خلال العطلة الصيفية وشملت هذه العمليات إصلاح الهياكل المتضرّرة وتجديد المرافق الحيوية مثل دورات المياه، التدفئة، والإنارة، حتى تكون المؤسّسات جاهزة تماما قبل عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وبهذا يكون الدخول المدرسي الجديد فرصة لانطلاقة أفضل في فضاءات تعليمية أكثر أمانا وملاءمة.
وأكّد نواري أنّ الولاة يهتمون كثيرا باحترام آجال تسليم المشاريع، مع التركيز على الجودة والإتقان في العمل، إضافة إلى تجهيز المؤسّسات بكل الوسائل الضرورية التي يحتاجها التلميذ، وحتى يضمنوا سرعة الإنجاز، طلب بعض الولاة من المقاولين المكلّفين بالمشاريع الإسراع حتى تكون الأشغال جاهزة في وقتها المحدّد، كما يقوم الولاة بزيارات ميدانية متواصلة لمتابعة سير الأشغال عن قرب، والتأكّد من احترام المقاولين للشروط المطلوبة، وفي حال ظهور أي نقائص أو تأخّر، يقدمون توجيهات مباشرة لتصحيحها بسرعة، حتى لا يتعطّل الدخول المدرسي.
ويعقد الولاة اجتماعات دورية مع مختلف القطاعات كالأشغال العمومية والموارد المائية والتهيئة، بهدف تنسيق الجهود وتجاوز العراقيل، كل هذه الخطوات تعكس حرص السلطات على دخول مدرسي ناجح يضمن راحة التلاميذ ويستجيب لتطلّعات الأولياء.
أما عن الآليات المعتمدة بالقرى والمناطق النائية، يقول محدثنا إنها تتمثل في توفير النقل المدرسي عبر آلاف الحافلات، التي سخّرتها البلديات لتأمين تنقل التلاميذ من مناطقهم البعيدة نحو المدارس في ظروف مريحة وآمنة، كما تقوم البلديات بترميم المؤسّسات التربوية خلال العطلة الصيفية، وتشمل هذه الأشغال الطلاء، إصلاح الأقسام، تحسين المرافق الصحية، وتجهيز المدارس بوسائل التدفئة والكهرباء، حتى تكون جاهزة لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف، وإلى جانب ذلك يتمّ فتح مدارس جديدة في بعض المناطق لتخفيف الضغط والاكتظاظ، خاصة في المدن الصغيرة والقرى.
ولمساعدة العائلات محدودة الدخل، يتمّ توزيع محافظ مجهّزة ولوازم مدرسية ومنح مدرسية، خلال الشهر الجاري على التلاميذ المعوزّين، حتى لا يحرم أي طفل من حقّه في الدراسة، كما يتمّ توفير الوجبات الساخنة داخل المطاعم المدرسية، ما يساهم في تحسين ظروف التمدرس خاصة في المناطق البعيدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025