تشهد الباهية وهران منذ نهاية الأسبوع المنصرم وإلى غاية 25 أوت القادم تنظيم سلسلة من الحملات التحسيسية الميدانية تحمل شعار “شاطئ نظيف... بلا مخدرات”، والمندرجة في إطار الجهود المشتركة للتصدي لآفة المخدرات وبمبادرة من التنسيقية الوطنية للمجتمع المدني – المكتب الولائي وهران، وبالتنسيق مع عدد من المؤسسات الاستشفائية والصحية على مستوى الولاية.
تندرج مبادرة “شاطئ نظيف بلا مخدرات”، في إطار سلسلة من الحملات التوعوية التي تهدف إلى حماية الشباب، ومرافقة العائلات في مسار الوقاية، وتجسيد مقاربة تشاركية بين المجتمع المدني والمؤسسات الصحية، من أجل مجتمع أكثر وعيًا وأمانًا.
كما تهدف الحملات التحسيسية بحسب المنظمين الى التعريف بالمجهودات التي تبذلها ولاية وهران في محاربة هذه الظاهرة، من خلال تخصيص عدة مراكز مختصة في معالجة الإدمان، تستقبل المدمنين وتُوفّر لهم التكفل النفسي والطبي اللازمين من أجل إعادة إدماجهم في المجتمع.
سيتم طيلة عمر المبادرة، تخصيص كل أسبوع لمؤسسة صحية مختلفة، تتكفل بتنشيط الفعاليات التحسيسية على مستوى شواطئ متفرقة من ولاية وهران، وذلك ضمن برنامج وطني يهدف إلى تعميم التوعية والوقاية عبر أكبر عدد ممكن من النقاط الساحلية.
للإشارة، كانت البداية مع المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران والحملة الميدانية التي نظمت يوم الخميس 17 جويلية الفارط على مستوى مركب الأندلسيات بوهران.
ونشط الحملة ميدانيا فريق طبي تابع للمؤسسة، متكوّن من طبيب عام، أخصائي نفسانيً، وممرضة، عملوا على تقديم نصائح وإرشادات طبية ونفسية للمصطافين خاصة ولفئة الشباب على وجه الخصوص، بهدف توعيتهم حول مخاطر تعاطي المخدرات وانعكاساتها الخطيرة على الصحة الفردية والمجتمع بصفة عامة. وتم بالمناسبة نصب خيمة توعوية عند مدخل المركب، لاستقبال المواطنين والمصطافين من مختلف الفئات، قام الفريق الطبي بتزويدهم بمعلومات دقيقة حول وسائل الوقاية من الإدمان.
وقام المنظمون بتوزيع مطويات تحمل إرشادات مفيدة وعناوين وأرقام هواتف مراكز مكافحة الإدمان، لتسهيل عملية التوجيه والدعم النفسي والطبي لمن يحتاجه.
ولم يقتصر نشاط التحسيس على الخيمة فقط، بل توجه الفريق الطبي رفقة أعضاء التنسيقية الوطنية المجتمع المدني -مكتب وهران-إلى الشاطئ، من أجل التحسيس المباشر للمصطافين.
وفي تصريح له بالمناسبة، أكد الدكتور يحياوي علي رئيس المصلحة المتنقلة للاستعجالات والإنعاش بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر54 بوهران أن “المخدرات تُعد من الآفات الخطيرة التي تهدّد نسيج المجتمع وتضرب فئة الشباب بشكل خاص”، وهي أيضا من بين الأسباب الرئيسية المؤدية إلى حوادث المرور المميتة، كما أن لها آثارًا صحية جسيمة، أبرزها السكتة القلبية المفاجئة والجلطة الدماغية، خصوصًا لدى الفئة العمرية الشابة”.
وأشار المتدخل الى التأثير المباشر للمخدرات على الجهاز العصبي، وتسببها في اضطرابات نفسية وسلوكية، ضعف التركيز، فقدان التوازن، اضطرابات في النوم والذاكرة، إلى جانب أضرار جسدية خطيرة مثل التهاب الكبد الفيروسي، تدهور وظائف الكلى، والعقم لدى الجنسين.