احتضن، يوم أمس، المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال فعاليات المؤتمر السنوي لأكاديميات العلوم الإفريقية
(AMASA 2024)، الذي جرى تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وانعقد المؤتمر تحت شعار “الموارد، العلوم، والتكنولوجيا من أجل التنمية في إفريقيا”، مستقطبًا نخبة من العلماء والباحثين والمختصين من مختلف دول القارة الإفريقية، بهدف تعزيز التعاون العلمي وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات التنموية التي تعرفها إفريقيا.
توفـــــير التمويـــــل الـــلازم لمشاريع بحثية تستجيـب للتحدّيــــــات المشتركـــــــة
في كلمته الافتتاحية، أكد محمد خوجة عضو مؤسسة الأكاديمية الجزائرية للعلوم على أهمية المؤتمر الإفريقي ووصفه بأنه “عرس إفريقي يجمعنا من أجل أن يكون العلم والتكنولوجيا أساس نهضة وتطور إفريقيا.
إفريقيا التاريخ، إفريقيا الحضارة والجذور، إفريقيا الكبيرة، مستقبلها زاهر بالعلوم والتكنولوجيا”. كما تخللت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي عن القارة الإفريقية، سلط الضوء على إمكانياتها الهائلة، وتنوعها الثقافي، والحضاري، والجغرافي، مما أبرز مكانة إفريقيا كقارة غنية بالموارد وفرص التنمية الواعدة.
كما أكد على أهمية تفعيل دور الأكاديميات العلمية والجامعات كركائز أساسية للتنمية المستدامة في إفريقيا، مشيرًا إلى ضرورة استثمار الموارد العلمية والتكنولوجية في تحسين حياة المجتمعات الإفريقية. وشدد على أهمية تعزيز الأبحاث المشتركة بين الدول الإفريقية وتوفير التمويل اللازم لمشاريع بحثية تستجيب للتحديات القارية خاصة في مجال الطاقات المتجددة والتقنية التكنولوجيا الحديثة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وفي كلمته، أكد البروفيسور محمد هشام قارة، رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم، أن الجزائر تسعى جاهدة لتعزيز التنمية في إفريقيا من خلال مبادرات متعددة، تشمل التمويل المباشر والشراكات الإستراتيجية.
وأشار إلى مشروع أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري كأحد الأمثلة البارزة على هذه الجهود. كما أوضح أن الجزائر تستقبل وتكوّن آلاف الطلبة الأفارقة سنويًا، في إطار رؤيتها الطموحة لجعل القرن الحادي والعشرين “قرنًا إفريقيًا”.
وأضاف البروفيسور قارة أن القارة الإفريقية لا تزال متأخرة في مجال البحث العلمي، خاصة فيما يتعلق ببراءات الاختراع، مشددًا على أهمية تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز البحث العلمي والتعليم العالي، مع التركيز على المجالات الإستراتيجية التي تسهم في تحقيق النهضة الإفريقية.
ويناقش المؤتمر على مدار ثلاث أيام العديد من القضايا المحورية، من بينها أهمية تطبيق النماذج الرياضية والتكنولوجية البيولوجية لتحسين الرعاية الصحية في إفريقيا، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير نظم الرعاية الطبية.
كما سيتطرق المناقشون إلى المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية وتأثيرها على البيئة والصحة العامة، مع التركيز على الحلول التنبؤية والوقائية للحد من الأضرار.
ويخصص المؤتمر جزءًا هامًا لتعبئة الموارد العلمية وتوحيد المهارات البحثية عبر القارة، في مسعى لإقامة شراكات علمية قادرة على تحقيق قفزات نوعية في مسار التنمية الإفريقية.
كما يحتضن المؤتمر جلسات نقاشية معمقة يشارك فيها باحثون وخبراء ومتخصصين من مختلف الدول الإفريقية، بالإضافة إلى فعاليات أخرى تركز على العلوم المفتوحة والتعاون التعليمي بين الأكاديميات. مع التركيز على أهمية بناء منصات إقليمية للبحث العلمي، وتعزيز استخدام التكنولوجيا المتقدمة لمواجهة التحديات الصحية والبيئية، فضلًا عن دعم المبادرات الهادفة إلى تحسين البنية التحتية للبحث العلمي في إفريقيا.
كما أعرب المشاركون والمتدخلين في المؤتمر عن تقديرهم للجزائر التي نجحت في استضافة هذا الحدث العلمي الكبير، مؤكدين أن المؤتمر يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العلمي وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، كما أن مخرجات المؤتمر يجب أن تكون فرصة حقيقية لتوحيد الجهود وتفعيل الحلول العلمية التي تساهم في بناء مستقبل أفضل لشعوب القارة خاصة وأن العالم يعرف مرحلة انتقالية مليئة بالتحديات جعلت من تعاون دول القارة الإفريقية ضرورة لا خيار.
وشهد المؤتمر حضورًا مميزًا للعديد من الشركات الوطنية والدولية، التي ساهمت في الحدث كداعمين أو مشاركين، من بينها شركة سونلغاز وسوناطراك، إلى جانب اتصالات الجزائر وصيدال، بالإضافة إلى شركة هواوي الصينية، التي تعد رائدة عالميًا في مجال تكنولوجيا الاتصال وشبكات الجيل الخامس.