جمعية “الفجر” تجوب أنحاء الوطن لمجابهة المرض القاتل

الشهر الأزرق بالبليدة...وعي متزايد وإقبال لافت على الكشف

أحمد حفاف

 

عرفت الحملات التحسيسية التي نظّمتها جمعية “ الفجر” وتخلّلتها إجراء فحوصات الكشف عن داء سرطان البروستات، إقبالا معتبرا عليها من قبل قاطني المناطق التي تفقّدتها أطقم طبية وشبه طبية وتقنيين ذوي خبرة وإلمام بمجابهة هذا المرض.


تجلّى الإقبال بداية الأسبوع الجاري والذي عرف انطلاق حملة تحسيسية للوقاية من سرطان البروستات، ستدوم حتى 27 نوفمبر الحالي بمدينة البليدة، والتي نظّمتها جمعية “الفجر” بالتعاون مع المركز الاستشفائي لمكافحة السرطان بالبليدة وبالتنسيق مع مديرية الصحّة والسكان لهاته الولاية.
 لعلّ اختيار ساحة التوت المشهورة لم يكن اعتباطيا، وإنّما بفعل موقعها الاستراتيجي كونها تقع وسط مدينة الورود بمحاذاة حي باب الدزاير الذي يشهد حركية تجارية كبيرة، ويقصده الكثيرون للتنزّه والتسوّق، لا سيّما كبار السنّ لتعلّقهم بالأحياء العتيقة، وهو ما سهّل على منظّمي الحملة استقطاب الذين تجاوزوا سنّ الخمسين من أجل إخضاعهم للفحص.
 ورغم أنّ المنظّمين تأخّروا في إجراء الكشف، حيث كانوا في انتظار تزويدهم بشبكة الكهرباء من قبل بلدية البليدة، خلال اليوم الأول من الحملة، فقد سجّلوا في ظرف نصف ساعة 23 شخصا معظمهم تجاوزوا العقد السادس أبدوا اهتمامهم واصطفّوا في طابور ينتظرون دورهم.
 ناهيك عن الفحص بالمجّان فجمعية “الفجر” تعتمد على أخصّائيين يلعبون دورا مهمّا في مجال التكفّل النّفسي وهو جذب سكان المناطق التي زاروها يقول الدكتور المتقاعد سمير عزوز، الذي شارك في حملة تحسيسية تخلّلتها عمليات الفحص عن سرطان البروستات في ولاية سعيدة مع نهاية الأسبوع المنقضي.
وعن هذه التجربة تحدّث الطبيب عزوز: “ قمنا بحملة تحسيسية امتدّت ثلاثة أيام في مدينة سعيدة، وساعدنا في ذلك مكتب جمعية كافل اليتيم بهذه الولاية، حيث تكفّل بجميع الأمور التنظيمية، وفي مسجد الأمير أشرف أحد أطبائنا على تقديم درس لتوعية جمهور المصلّين بمساعدة الإمام، ومباشرة بعد تأدية صلاة الجمعة بدأنا عملية الكشف في حدود الساعة الثانية زوال واستمرّت إلى غاية التاسعة ليلا”.
 وتابع عضو جمعية “الفجر”: “خلال هذه المدّة فحصنا 187 شخصا واكتشفنا ما يقارب 10 حالات إيجابية لأشخاص والذين وجّهناهم لإجراء فحوصات معمّقة لدى طبيب خاصّ في المسالك البولية نظرا لعدم تواجد هذا النّوع من الإختصاص في المستشفى بالمنطقة، وقد نال تعاملنا معهم إعجابهم خاصّة فيما تعلّق بالتكفّل النّفسي بهم وكذا تقديم شروحات لهم.”
وقبل تنظيم الحملة التوعوية بالبليدة، قامت جمعية “الفجر” بحملة مماثلة بمناسبة نوفمبر الأزرق للوقاية من سرطان البروستات، حيث أرسلت مع نهاية الأسبوع المنصرم وفدا طبيا نحو بلدية باب العسة في أقصى الغرب الجزائري بولاية تلمسان، والتي لقيت استحسانا كبيرا من سكانها-يقول الأمين لهذه الجمعية سفيان رليد.
وقال هذا الأخير بأنّ الجمعية التي ينشط بها تشتغل على مدار السنة لمساعدة مرضى السرطان ومجابهة هذا المرض، وتندرج حملة البليدة التي بدأت يوم الأحد المنصرم، ضمن البرنامج الوطني للوقاية من هذا النوع من السرطان الذي يصيب الرجال ونادرا ما تتعرّض له المرأة.
زيادة على عملها الدؤوب بولاية البليدة التي تتخذ بها مقرّا لها، فإنّ جمعية “الفجر” تجوب مختلف أنحاء الوطن للقيام بحملات تحسيسية وتوعوية باعتبارها جمعية وطنية من جهة، ولأنّها تضمّ طواقم أخصّائيين من أطباء وممرّضين وتقنيين وعمال مخبر أكفّاء من جهة أخرى، والذين يلقوا كلّ التسهيلات بالتنسيق مع جمعيات أخرى وهيئات عمومية أينما حلّوا وارتحلوا، فإذا ما أرادوا الولوج إلى المسجد مثلا ينبغي عليهم التنسيق مع قطاع الشؤون الدينية، يقول السيد رليد في تصريح لـ “الشعب.”
وعن تجربة القوافل الطبية صرّح ذات الناشط الجمعوي: “القوافل الكبيرة تلعب دورا كبيرا في التكفّل الصحّي بالمناطق النائية كونها تفتقر للمؤسّسات الصحّية والكوادر الطبية المؤهّلة “، أما عن تجربة جمعية “الفجر” فأوعز قائلا: “اكتسبنا الخبرة في مجال الكشف عن سرطان البروستات الذي نقوم به للعام الثاني على التوالي، وسهّل لنا عملنا الأجهزة التي بحوزتنا، وكذا دعم مديرية الصحّة التي وفرت لنا عيادة متنقلة (حافلة)، ونأمل مستقبلا أن نملك عيادة متنقلة خاصّة بنا نستغلّها في التنقل عبر الوطن للكشف ليس فقط عن سرطان البروستات بل أنواع أخرى من السرطانات.”
بحسب السيد رليد فقد فاق عدد الكشوفات عن سرطان البروستات التي قامت بها “الفجر” 4000 منذ بداية العمل بها، وذلك على مستوى عدّة ولايات مثل معسكر، واد سوف، غرداية، وتستعمل في عملها أجهزة الكشف السريع التي تظهر نتائجها بعد 15 دقيقة.
 وأبرز الهدف من خلال هذه الكشوفات: “قد يسمح الكشف باكتشاف المرض في بدايته وبالتالي ستكون نسبة الشفاء منه عالية جدّا كما تكون تكلفة العلاج منه منخفضة بالنسبة للمريض وبالنسبة للدولة، لأنّ العلاج الإشعاعي والكيمائي مكلّف جدّا”.
وتابع المتحدّث: “الكشف بسيط هو أخذ كمية قليلة من الدم وفحصها من قبل تقنيين في المخبر وأطباء، وإذا ما كانت نتيجة الفحص إيجابية فهذا لا يعني أن الإصابة بالسرطان، ولهذا نطلب من الشخص المعالج أن يجري فحوصات أخرى بالأشعة على مستوى المثانة وقد يكون يعاني من التهاب فقط، وفي كلّ الحالات سيحظى بالمتابعة الطبية من قبلنا”.
 ويخضع المنظّمون الأشخاص الذي تجاوزوا الخمسين سنة للكشف عن سرطان البروستات بالنسبة للأشخاص العاديين، كما يمكن لأيّ كان إخضاع نفسه للكشف إذا ما كان أحد أقربائه أصيب من قبل بهذا المرض بأخذ العامل الوراثي بالحسبان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024