أكّد خبراء ومختصّون على هامش اختتام الأسبوع المحلي للكشف المبكر لسرطان البروستات تزامنا والشهر الأزرق العالمي، بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة “احمد بن عبيد” ببرج بوعريريج، على أهمية التشخيص والكشف المبكر في الرفع من نسبة الشفاء من مرض البروستات لدى الرجال الذين تجاوز سنهم 50 سنة.
عرفت حملة الكشف المبكر عن سرطان البروستات، التي بادرت إليها جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان بالتنسيق مع مديرية الصحة على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة أحمد بن عبيد ببرج بوعريريج، إقبالا معتبرا من طرف العشرات من المواطنين طيلة أيام الأسبوع، قدموا من مختلف البلديات والقرى التابعة لولاية برج بوعريريج بهدف الاستفادة من الفحص والتشخيص المبكر الذي يشرف عليه مختصون، في مشهد يعكس حرص القائمين على المبادرة في ترسيخ ثقافة الوقاية خاصة لدى الرجال، باعتبارها نصف العلاج وأحد أبرز أسباب الوقاية من هذا الداء الخبيث.
واعتبر مدير الصحة لولاية برج بوعريريج، على هامش انطلاق الأسبوع المحلي للكشف المبكر عن سرطان البروستات، أنّ الحملة تأتي تزامناً والشهر الأزرق العالمي الذي يهدف حسبه، في سياق جهود وزارة الصحة الرامية إلى مكافحة مرض السرطان، بالكشف المبكر عن داء السرطان، حيث تم في هذا الإطار توفير أجهزة طبية متطورة تمكن من تشخيص المرض وإعطاء نتائج وفحوصات بشكل فوري وآني، تشرف عليها طواقم وكوادر طبية متخصصة في أمراض المثانة والمسالك البولية والأشعة من الجزائر العاصمة وولاية عنابة، أتاحت لعشرات المواطنين من الاستفادة من الفحوصات والارشادات حول هذا الداء الخطير.
وأوضحت حميدة كتاب الأمينة العامة لجمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان، على هامش المبادرة، إلى أهمية التشخيص المبكر لسرطان البروستات، كونه يعد أحد أبرز وأشهر السرطانات المنتشرة عبر العالم بما فيها الجزائر، التي تسجل أكثر من أربعة آلاف حالة جديدة سنويا، 65 % من الحالات يتم تشخيصها بعد انتشار المرض وبلوغه مراحل متقدمة لدى فئة الرجال، وهذا راجع كله إلى ثقافة الوعي والتشخيص لدى الرجال حسبها، وعدم معرفة العوامل المسببة للإصابة أو الاشارات التي تبين أن الشخص مصاب بهذا الداء، وكيف يمكن الوقاية من هذا الداء الخبيث.
وتحدّثت الأمينة العامة لجمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان عن حدوث طفرة في فئة الاصابات بهذا المرض الخبيث بالقول “كنا في الماضي نتحدث عن سرطان البروستات في سن متقدمة (75-80 سنة)، أما اليوم فالمرض يصيب الرجال في سن مبكرة تصل إلى 45 سنة، ما يدعونا إلى تغيير هذا الواقع أكثر من أي وقت مضى”، من خلال إطلاق عمليات تحسيسية وإعلامية واسعة حول هذا النوع من السرطان بهدف ترسيخ ثقافة صحية عند الرجل الجزائري، خصوصا أولئك الذين تجاوزوا سن الخمسين، تندرج حسبها في إطار البرنامج والمخطط الوطني لمكافحة الأمراض السرطانية، الذي يأتي بالتزامن وشهر نوفمبر الأزرق الذي اختيرت ولاية برج بوعريريج كمحطته الأولى، على أن تشمل باقي ولايات الوطن في قادم الأيام، وقد اختيرت ولاية غرداية المحطة الثانية ضمن مسار توعية المواطنين والفحص المبكر لهذا الداء الفتاك.
من جهته، اعتبر الطبيب رشيد لحلو، مختص في المسالك البولية بالمستشفى الجامعي لولاية عنابة، بأن سرطان البروستات يحتل المرتبة الثالثة في العالم، مبرزا أهمية الكشف المبكر في معالجة هذا الداء والشفاء منه 100 بالمائة، وهي عملية سهلة جدا تكون عن طريق فحص يتقدم به أي شخص تجاوز 50 سنة من العمر، كون أن المرض في هذه المرحلة يكون مبكرا جدا ويسهل التحكم فيه إلى أبعد الحدود، مشيرا إلى أن عامل تقدم السن يعد أحد أبرز الأسباب التي تجعل الرجل الذي يفوق سن 50 يحمل احتمالية الإصابة بهذا المرض دون غيره في السن، وهنا تبرز أهمية الكشف المبكر باعتباره الحل الأمثل للوقاية من هذا المرض.