نظم المركز الجامعي مرسلي عبد الله بتيبازة، بالتعاون مع مخبر الممارسات الثقافية التعليمية والتعلمية في الجزائر، ملتقى وطنيا بعنوان «تجليات النيوكولونيالية في سرد أمل بوشارب». وشهد الملتقى، أول أمس الخميس، مشاركة باحثين وأكاديميين من مختلف جامعات الوطن. ويأتي هذا الملتقى ليُعالج الإشكالية التي تجسّدها تلك العلاقة بين الشرق والغرب، في وقت ينظر الغرب إلى الشرق على أنه لا يعدو عن كونه مجرّد مستهلكٍ للسلع والأفكار.
اختيرت كتابات أمل بوشارب لتكون محوراً للملتقى الوطني الذي احتضنته جامعة تيبازة نهاية الأسبوع. ويأتي هذا الاختيار لكون بوشارب «كاتبةً شابّةً تجاوزت المألوف في الكتابة النسوية، العربية بشكل خاص، والتي لم تتحرّر بعدُ من ثنائية الأنوثة الذكورة»، يقول رئيس الملتقى في تصريح صحفي، مضيفا أنها «انفتحت على قضايا أهمّ في الراهن العربي والعالمي، لتُلامس العلاقة غير الصحية بين الشرق والغرب، أو بين ما يُسمّى المركز والهامش، وتعالج هذه الإشكالية ضمن بُنىً إبداعية جديدة»، وقد أظهرت هذه المبدعة في كتاباتها «وعياً كبيراً بهذه القضايا الملحّة». عرف الملتقى 16 مداخلة حول تجليات الكولونيالية في كتابات بوشارب القصصية والروائية. ومن ضمن هذه المشاركات نذكر «الكولونيالية وأثرها على دول العالم الثالث» لـبشير سعدوني، و»أسئلة الكينونة في المتن السردي لأمل بوشارب من خلال أقصوصة ثورتـ(هنّ)» لـيوسف مقران، و»دراسة التابع في قصص أمل بوشارب» لإبراهيم بوخالفة، و»براديغم الكولونيالية في قصّة «المتمردة» لأمل بوشارب» لـمصطفى بوخال، و»الآليات الحجاجية في الخطاب الكولونيالي في قصّة «المتمردة» لأمل بوشارب» لـسامية قديري.
ومن الدراسات المشاركة نذكر أيضا «صحوة التابع وأفق الكتابة في قصّة «المتمردة» لأمل بوشارب» لـكمال بن عطية ومريم بعيبش، و»إشكالية الكتابة الروائية ما بعد الكولونيالية» لـسعاد شريف، و»الاستعمارية الجديدة من أنسقة العالم إلى الحوكمة الأوليغارشية.. قراءة في رواية ثابت الظلمة» لـتوفيق شابو، و»النيوكولونيالية ضد ضيافة جاك دريدا: قراءة تفكيكية في قصّة أمل بوشارب (قصّة «المتمردة» أنموذجاً)» لـعبد القادر مهداوي، و»تداعيات الأدب الأسود عبر بزنسة وعي الحرب (قصّة «المتمردة» لأمل بوشارب)» لـ علجية مودع، إلى جانب قراءات شعربة لـعبد القادر مهداوي، و»جدليات حضور الآخر في الشعور بالدونية في المشروع السرديّ لأمل بوشارب» لـنصيرة علاك، و»تداوليات الخطاب في ‘سكرات نجمة’» لـبركاهم تريعة، و»السرد والسرد المضاد في الكتابة النسوية الجزائرية («المتمردة» لأمل بوشارب أنموذجاً) لـصابر حرابي، و»تداولية التأويل في قصص أمل بوشارب» لـبلعباس لزرق، و»الأيديولوجيا والشعرية في أدب اللجوء» لأحمد بركة وعبد الرحيم قرمودي، و»أدب اللجوء: في الإطار المفاهيمي وإشكالية التصنيف» لـمحمد مكاكي. للتذكير، الكتابة الجزائرية أمل بوشارب من مواليد دمشق عام 1984، تكتب بالعربية والإيطالية، وقد صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان «عليها ثلاثة عشر» (2014)، وروايتان اثنتان هما «سكرات نجمة» (2015) و»ثابت الظلمة» (2018)، إضافة إلى رواية لليافعين عنوانها «من كل قلبي» (2016)، وبالإيطالية كتاب «L’odore»، وقصّة طويلة بعنوان «المتمرّدة».