رفع مسرح قسنطينة الجهوي محمد الطاهر الفرقاني الستار عن فعّاليات العرض الشرفي الأوّل لملحمة” الثائرون”، والتي جاءت في إطار الاحتفال بسبعينية اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حيث شهدت توافد كبيرا لعشرات المتفرّجين في مشهد كان غائبا ولسنوات عن الركح، أين امتلأت قاعة المسرح وتزيّنت بأعلام الجزائر في مشهد ثوري لا مثيل له.
جسّد العرض المسرحي” الثائرون”، في مقاطع متسلسلة قصّة كفاح العائلات الجزائرية ضدّ المستعمر الفرنسي خلال القرن 18، حيث عرفت الجزائر ظهور مجموعات مقاومة رفعت شعار الجهاد في مختلف نواحي الوطن، على غرار مجموعة “أوزلاط” في الشرق، “بوزيان” في الغرب والإخوة “عبدون” في الوسط، إلى جانب مقاومة بطل الملحمة “أرزقي أولبشير” في منطقة جرجرة، حيث يعتبر بطلا شجاعا ورجلا من رجالات الجزائر، وُصفت مقاومته بالخيالية، حيث رفع السلاح ضدّ الفرنسيين سنة 1870 بعد إخماد المقاومة الشعبية للمقراني، وانتهى به المطاف شهيدا بعد أن صدر ضدّه حكما بالإعدام لما تسبّب فيه من خسائر في صفوف العدوّ الفرنسي.
وأكّد مخرج المسرحية “كريم بودشيش”، أنّ العرض دارت أطواره في مدّة 60 دقيقة “، قدّمت من خلاله شخصية الثوري الفذّ أرزقي المذكورة في تاريخ الاستعمار الفرنسي، والذي كان البطل الأساسي والمحوري في الملحمة التاريخية، حيث أدّى دوره شيخ المسرحيين “عبد الله حملاوي” رفقة ثلّة من الممثلين من داخل وخارج الوطن من 3 أجيال، تتراوح أعمارهم بين 25 و86 سنة، على غرار الممثل “عمار طايري”، “الربيع جاووت” وغيرهم، مضيفا في ذات السياق، أنّ هذا البطل يحتاج إلى تاريخ يذكره ويمجّده ويعرّف بما قدّمه الرجال في سبيل الوصول إلى إعلان ثورة نوفمبر ونيل الاستقلال، كما تعتبر الملحمة ـ يقول ـ اعترافا لتضحيات رجالات المقاومة الشعبية، والتعريف بهم للجيل الصاعد.
شهد العرض تقديم صور من مشاهد النفي، الإعدام، التهجير القسري وألام التعذيب ضدّ الثوار، العرض سيعرف جولة فنية متنوّعة قريبا إلى عديد المسارح في مختلف ولايات الوطن، حيث سيحطّ الرحال بولاية النعامة، في إطار الفعّالية الثقافة” مسرح الأيام الثورية”، لينتقل بعدها إلى كلّ من مسرح وهران، الجزائر العاصمة وتيزي وزو، ثم سيتمّ وضع برنامج مع سنة 2025 قصد التنقل بالملحمة وزيارة الجهة الشرقية للوطن.