ارتأت محافظة صالون الجزائر الدولي للكتاب أن تختتم برنامجها الثقافي للطبعة27، بندوة تحت عنوان “أمزيان فرحاني..عاشق الفنون والآداب” تطرّق فيها المشاركون إلى جوانب متعدّدة من حياة الكاتب الصحفي الراحل أمزيان فرحاني، حيث جاءت عرفانا لما قدّمه للمشهد الثقافي الجزائري.
أكّدت زفيرة أوسلاتي، مديرة مدرسة “أرتيسيمو” أنّ الراحل لم يكن رجلا عاديا بل كان مبدعا وراقيا، حيث كان ينهل من مشارب الثقافة ويكتب ولا يملّ من تقصّي كلّ ما يتعلّق بالفنّ والأدب، مشيرة إلى أنّ الراحل كصحفي ساهم كثيرا في تفعيل الحياة الثقافية، منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين بجريدة “المجاهد” ثم أسبوعية “الجزائر الأحداث”، كما ساهم لعدّة سنوات في تحرير الملحق الثقافي “فنون وآداب” على صفحات جريدة “الوطن”، ونشر عدّة كتب منها مجموعتين قصصيتين عن منشورات “الشهاب” ورواية كانت قيد الطبع.
ومن جانبه، ذكر الفنان التشكيلي دونيس مارتيناز، أنّ أمزيان فرحاني رافق العديد من معارضه ووثق مقالات كثيرة في الفنون، حيث كانت تلك المقالات كبوصلة هامّة في التعريف بالفنانين التشكيليين، واستذكر بعض المواقف الطريفة التي ستبقى في ذاكرته من أجمل اللحظات.
كما أضاف، بأنّ الراحل نشر عديد المؤلّفات، لا سيما “50 سنة من الشريط المرسوم الجزائري وتستمرّ المغامرة” سنة (2012)، وهو مؤلّف يسرد مختلف مراحل الشريط المرسوم الجزائري.
وبدورهما، نوّه صديقا الراحل أحمد سعيدي وحميدو مسعودي بخصال الراحل الراقية، إلى جانب ما تركه من منشورات ومساهمات على مدار أربعين سنة، حيث أشار أحمد سعيدي بأنّ أمزيان فرحاني كان بمثابة العمود الفقري في البرنامج الثقافي لصالون الكتاب، على مدى عشر سنوات الأخيرة، وأفاد “نعم افتقدنا في الطبعة 27 لمساته وأفكاره وتجلياته في إعداد محاور البرنامج الثقافي، إلا أنّ روحه مازالت بيننا، حيث شعرنا بها خلال الفعّالية وكأنّها كانت تحوم تتفقّد الأجنحة وسائر الفضاءات التي اعتادت هي الأخرى على وجوده المتميّز”.
كما استذكر المشاركون المؤلّف الذي صدر للراحل في 2015، حيث روى من خلاله بحسّ شعري فكاهي مدينته الجزائر العاصمة، إلى جانب مشاركته سنة 2019 في تحرير “إمدغاسن، قصص سرية” وهو مؤلّف جماعي يضمّ نظرات متقاطعة لعشرات الكتّاب والشعراء حول الضريح البربري “إمدغاسن” في ولاية باتنة.
للإشارة، تمّ على هامش الندوة تكريم زوجة فقيد المشهد الثقافي والإعلامي الجزائري أمزيان فرحاني، من طرف التجاني تامة مدير الكتاب بوزارة الثقافة والفنون.