أكد المشاركون في الملتقى الوطني للشعر الشعبي الموسوم بـ « أثر الشعر الشعبي في كتابة التاريخ»، الذي اختتمت فعالياته، أول أمس، ببسكرة، على أن «القصيدة الشعرية الشعبية «تعد بمثابة وثيقة تؤرخ لحقب تاريخية متعاقبة» وتحتاج الى اهتمام أكثر بدارستها وتدوينها.
أوضحت الأستاذة شامة درويش من جامعة سطيف في مداخلة بعنوان: «استثمار الشعر الشعبي في التاريخ»، خلال هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة الفكر والأدب «أحمد رضا حوحو»، بعاصمة الزيبان: «إن الموروث الثقافي المتعدد المشارب في مجال الشعر الملحون يمكن أن يكون أحد المصادر الهامة في تدوين التاريخ من خلال نقله للوقائع والأحداث بدقة أحيانا عبر مختلف الحقب والعصور، حيث لا تزال هذه القصائد شاهدة على وقوعها» .
أفادت أن الباحث في مجال التاريخ «مطالب بإستنطاق النماذج الشعرية وتتبع مساراتها الزمانية والمكانية وإخضاع النص للدراسة الميدانية للوصول إلى حقيقة الظروف التي وقعت فيها، بالإضافة إلى دراسة الجانب الفني والجمالي وقوة كلماتها».
من جهته، وفي عرضه لنماذج شعرية لبعض أعلام الشعر الملحون بالجزائر على غرار لخضر بن خلوف وعيسى الأغواطي، أبرز الباحث في الأدب الشعبي خالد ياسين شهلال من مستغانم بأن الملحون وهو علم ونوع أدبي في آن واحد، حيث يمكن من خلال استيعابه فهم معاناة الناس التي هي جزء من التاريخ»، مشيرا إلى «ضرورة تتبع حقيقة المفردات اللّغوية التي كتبت بها هذه القصائد والتي قد تضيع مفاهيمها مع مرور الزمن» .
في نفس السياق، إعتبر الدكتور مولود خلف الله من جامعة بسكرة بأن «ميزتا العفوية والصدق كانتا مرافقتين للقصائد الشعرية في الملحون التي روت ملاحم وبطولات الشعب الجزائري على مرّ العصور حيث نقلت أفراحه و أحزانه ويمكنها أن تشكل مراجع تؤرخ لتاريخه وثقافته عبر ما تناقله الآباء والأجداد». للإشارة فإن هذا الملتقى الوطني الذي دام يومين نظمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتنسيق مع الرابطة الوطنية للأدب الشعبي ومديرية الثقافة لولاية بسكرة، تضمنت أشغاله تقديم مداخلات حول الشعر الشعبي وإلقاء قصائد شعرية وعروض فنية متنوعة.