أكد مشاركون في فعالية “الشباب الإفريقي ضد الإرهاب”، على أهمية تبني مقاربة شاملة للتصدي للظاهرة العابرة للحدود، وشدّدوا على ترقية الوعي واليقظة والاستخدام الأمثل للتكنولوجيات الحديثة، لإفشال خطط التنظيمات الإرهابية لتجنيد شباب القارة وضرب الأمن والاستقرار.
نظمت الشبكة الجمعوية من أجل الحوار وحسن الجوار الجزائري الإفريقي بالتعاون مع المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب وبتنسيق مع المرصد الوطني للمجتمع المدني، أمس، بالعاصمة، الفعّالية السنوية التي تحمل اسم “الشباب الإفريقي ضد الإرهاب”.
وخلال الأشغال التي بدأت بجلسة افتتاحية ومائدة مستديرة ثم ورشات، جرى التركيز على أفضل المقاربات لمكافحة الإرهاب في إفريقيا، بإشراك فئة الشباب باعتبارها أكبر قوّة حيّة داخل مجتمعات القارّة.
وفي السياق، قال ممثل مركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب (مقره الجزائر)، حسين عصمان “إن الشباب الإفريقي يمثل قوة التغيير، وقوة الاقتراح والصمود”، مشيدا بوعيه في تحمل المسؤوليات ورفع التحديات التي تواجهها القارة وعلى رأسها تحدي الظاهرة الإرهابية العابرة للأوطان.
ورافع عصمان، لتبني حلول أكثر شمولية لمواجهة الآفة، أبرزها استخدام التكنولوجيات الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، بجعلها فضاء للحوار وإسقاط أفكار التطرف العنيف والإرهاب، وعدم ترك المجال للإرهابيين الذين يستخدمونها من أجل تجنيد الشباب.
وأكّد هدف بناء قارة خالية من التهديدات الإرهابية يتطلب انخراط كل الدول ومعظم الشركاء، وهو ما ذهب إليه، رئيس شبكة الحوار وحسن الجوار الجزائري الإفريقي علي ساحل، الذي أبرز أهمية الشباب والمجتمع المدني في بناء مستقبل مشترك خالي من التهديدات.
وقال ساحل، إنه مع مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب تعطي الأفضلية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في دول القارة ومكافحة الفقر والآفات الاجتماعية باعتباره الجذور الرئيسية للظاهرة.
ولفت إلى نجاعة استخدام التكنولوجيات الحديثة وتوظيفها في بناء شبكات متعددة تتولى التصدي للأفكار المتطرفة وللجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تعتبر شكلا من أشكال الإرهاب كونها تتزوّد على عائدات الاتجار بالمخدرات.
وعبّر المتحدث عن دعم الشبكة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، نظير مساهمته النوعية في إحلال السلم والازدهار في القارة الإفريقية، عبر برامج واقتراحات طموحة لخلق التنمية والتكامل بين البلدان.
رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور الدين بن براهم، أوضح في مداخلته، أن هناك سياقا مشتركا يجمع الدول الإفريقية من حيث طبيعة التحديات والتهديدات التي تواجهها وعلى رأسها الإرهاب.
وحذّر من نشاط التنظيمات الإرهابية، وطرق استغلالها لمشاكل وظروف الشباب الإفريقي والناجمة عن مخلفات تاريخية تعود إلى الاستعمار، مشيرا إلى أن دور المجتمع المدني والشباب لا يقل أهمية عن دور المؤسسات التقليدية التي تعنى عادة بالإرهاب، لأن المجتمعات بحاجة لتعبئة الوعي والموقف ونشر الأفكار المناهضة لكل فكر متطرف حامل للعنف.
وشدّد بن براهم على ضرورة تبني مقاربة تتسّم بالسرعة في مواجهة الظاهرة الهدّامة، عبر كل السبل المتاحة وعلى رأسها الاستخدام الأمثل للتكنولوجيات الحديثة، لافتا إلى أن الشباب الإفريقي بحاجة إلى تحسيس وتعبئة وبحاجة إلى حماية أيضا من خطر الإرهاب.
وخلال ذات اللقاء عرضت رئيس المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، فاطمة الزهراء فليسي التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب بدءا من التكفل النفسي بأسر الضحايا وصولا إلى إقرار المصالحة الوطنية.
فيما أكد سفير دولة زيمبابوي بالجزائر، فيسيموزي نتونغا على ضرورة الإصغاء للشباب حتى لا يكونوا فريسة للجماعات الإرهابية، وتعبئته لمواجهة الأفكار المتطرفة. وشارك في اللقاء خبراء ومختصون وطلبة من الجامعة الإفريقية بتلمسان.