شهد، أول أمس، جناح “تكنو” بفضاء “الهقار”، في إطار البرنامج الثقافي المخصّص للأطفال ضمن فعّاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، حفل تكريم الفائزين في مسابقة “غميضة لأدب الأطفال”، فئة القصة القصيرة في طبعتها الأولى، وذلك بحضور ممثل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر محمد رضا زائري، أحمد الراشدي كاتب وحكواتي من سلطنة عمان.
أشارت مديرة مجلة “غميضة” نجاة بلعباس، إلى أنّ مسابقة غميضة لأدب الطفل في القصة القصيرة تهدف لرقيّ أدب الطفل في الجزائر، ولتقديم ما هو أحسن وأرقى للجيل الجديد.
وأوضحت بأنّ لجنة تحكيم الطبعة الأولى، ضمّت كلّ من الدكتور العيد جلولي رئيسا، وعضوية كلّ من سعيد بن زرقة وجميلة زنير، إذ عرفت 149 مشارك من شباب في مقتبل العمر، حيث افتكّت “بوساحة مبروكة” من ولاية بسكرة المرتبة الأولى، بينما حاز “بوبكر نعيمي” على المرتبة الثانية، في حين عادت المرتبة الثالثة إلى عبد الوحيد الداوي.
ولفتت بلعباس إلى أنّ مجلة “غميضة” الصادرة سنة 2018، هي مجلّة موجّهة لفئة عمرية ما بين 06 إلى 12 سنة وتوزّع في 45 ولاية، وحاليا تطبع 100 ألف نسخة ـ تقول المتحدّثة ـ حيث يساهم في كتابة ورسم محتواها كتّاب ورسّامين جزائريين، مشيرة بأنّها تمكّنت من إنجاح هذا الحدث بفضل الدعم المتواصل لشركة تكنو “التي ترافقنا في كلّ مبادراتنا من أجل تعزيز الثقافة والقراءة عند الطفل”.
ومن جهته، ذكر رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدكتور العيد جلولي “أنّ التجربة التي قامت بها مجلة غميضة والموجّهة للأطفال هي تجربة رائدة تشكر عليها، وهي محاولة جادّة في سبيل تشجيع والاهتمام بأدب ظلّ لسنوات يعاني فراغا محزنا، ويعاني تهميشا واضحا، ولكن اليوم هناك نجدة كبيرة، ليس فقط في الجزائر وإنّما في الوطن العربي وفي العالم في الاهتمام بالأطفال”.
ويقول جلولي “اليوم هناك اهتمام كبير في أنحاء العالم بأدب الأطفال وأدب الفتيان، ولعلّ أدب الفتيان وهو أدب الناشئة لا يزال هو الآخر يعاني من الفراغ”، حيث دعا المتحدّث الكُتَّاب إلى ضرورة فهم عالم الرقمنة الذي نشأ عليه الفتيان ويعيشونه يوميا، بهدف المساهمة في إنتاج أدبي مشبّع بخصوصيات تخدم فئة الشباب وتحوي انشغالاتهم ورؤيتهم التي لا يمكن فهمها إلا إذا تمّ تتبّع ومعرفة أسرارها عن قرب وعن كثب، ونوّه في السياق بالنصوص التي فازت بهذه المسابقة الرائدة، قائلا “هي نصوص تلامس عالم الفتيان والأطفال وليست تلك الحكايات المجترّة القديمة التي تعود إلى عهد ما قبل كامل الكيلاني رائد أدب الطفل في العالم العربي”.
وفي سياق متصل، تم على هامش الحفل برمجة أنشطة لكلّ من المتحف العمومي الوطني البحري، والذي شارك بنشاط موجّه للأطفال موسوم بـ«الحقيبة المتحفية” للتعريف بالتراث الثقافي البحري، ودار الثقافة أحمد عروة لولاية تيبازة التي شاركت بورشات حيّة في محاكاة الآلات الموسيقية وأخرى للفخار والفنون التشكيلية، إضافة إلى معرض مميّز للنحّات العالمي يونس بوطريف، الذي أمتع الزوّار لا سيما الأطفال والوفود الغفيرة لتلاميذ المدارس بمنحوتاته المتنوّعة والجميلة.