خــلال نــدوة “بــيــان نــوفــمــبر الــنــصّ والــثــورة”..بــلـــعــيـــد:

المجلـس الأعلـى للّغـــة العربيـــة.. صــرامــــة لــغــويــة ودقــــة عــلــمــيــــة

فاطمة الوحش

 

^ مــعــاجــم أنجــزنــاهــا بــتــقــنــيــات حــديــثــة مــع مــنــصّــة رقــمــيــة بــعــضــهــا ثلاثي الــلّــغات

عقد المجلس الأعلى للّغة العربية في إطار فعّاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، في دورته 27، ندوة علمية بعنوان “بيان نوفمبر النصّ والثورة” تمّ خلالها عرض “كشّاف مجلّة أول نوفمبر” الذي أنجزه المجلس بمناسبة سبعينية الثورة.


عرض البروفيسور صالح بلعيد، خلال محاضرته منجزات المجلس الأعلى للّغة العربية، مشيرا، إلى أنّها منجزات كبيرة جدّا نيّفت عن 400 عنوان، تعلّقت بالمجلة، القواميس، الأدلّة، المعاجم، إضافة إلى منجزات المجلس من خلال الأيام القارّة التي ينظّمها باستمرار.
وأكّد بلعيد أنّ كلّ هذه المنجزات تدخل في إطار الصرامة اللّغوية والعلمية والدقّة المتناهية التي تقوم بها لجان المجلس الأعلى للّغة العربية، لافتا إلى أنّ هناك 12 لجنة تشتغل كلّها كخلايا النحل، من أجل ترميم بعض النقائص والفجوات في مجال تعميم العربية على مستوى بعض الوزارات، حيث قدّم المجلس الأرضيات المعرفية ذات العلاقة بمقام اللّغة إمّا ترجمة، إمّا ارتجالا، إمّا اشتقاقا.
وذكر بلعيد، أنّ القواميس والمعاجم نيّفت عن 40 عملا، قائلا “هناك بعض القواميس ذات العلاقة بمعجم الصناعة وهناك معاجم في الانتظار، كلّ هذه المعاجم أنجزناها ووضعنا فيها تقنية حديثة مع منصّة رقمية، وبعضها ثلاثية اللّغات”.
وأضاف بلعيد: “نعمل دائما من أجل أن تكون اللّغة العربية ندّا للّغات الأممية”.
كما تحدّث رئيس المجلس عن المعجم التاريخي للّغة العربية الذي أنجز بالشراكة مع مختلف المؤسّسات المجتمعية والعلمية، وهو عمل قويّ في فقه اللّغة العربية، حيث يتناول اللّغة العربية منذ أن كانت في عصر النظائر إلى يومنا هذا.
ومن أجل الرفاه اللّغوي قال بلعيد: “أخذنا تجارب 14 دولة من الدول الناجحة في الاهتمام بلغة الأمة كتجربة فنلندا وغيرها من الدول”..
كما لفت المتحدّث إلى أنّ المجلس يسعى للتماهي مع الترجمة الآلية لأنّها تسهّل السرعة في الترجمة والترجمة الشخصية، وكذلك التماهي مع المخطوطات، قائلا: “كما تعلمون لدينا كنز ومكنوز من المخطوطات، ولا يمكن الاعتماد على التحقيق الفردي أو الشخصي إلا بالذكاء الاصطناعي، لدينا تجربة لا أقول ناجحة بقدر ما أقول إنّها نجحت في الحدود القصوى، إذ أنّ العمل الذي يستغرق تحقيقه حدود السنتين أو ثلاث سنوات، يتمّ تحقيقه عن طريق الذكاء الاصطناعي يكون في حدود 16 ساعة.
من جهته، قال الدكتور حبيب مونسي في مداخلته حول “مساهمة اللّغة العربية في الحضارة الإنسانية” أنّ كثيرا من الدارسين يعتقدون أنّ اللّغة العربية مثيلة للّغات الأخرى ويجوز معاملتها بنفس الطريقة التي تعامل بها اللّغات الأخرى، وأنّ ما يجري على اللّغات الأخرى من نظريات وتفسيرات يمكن أن يكون مناسبا للّغة العربية. إلا أنّ هذا الأمر - بحسب مونسي- خطأ بل محض شطط لأنّ كلّ لغة من لغات العالم لا بدّ أن تنبع قواعدها من ذاتها، ومن صفاتها ومن تربتها، ومعنى ذلك أنّ الذي يدرس اللّغة الفرنسية إذا لم ينغمس في وسط هذه اللّغة ثقافيا ويستوعبها معرفيا لن يستطيع أن يتحدّث بها وعنها بنفس الطريقة التي يتحدّث بها الفرنسي عن لغته.
وأضاف: “وهذا الشأن كذلك بالنسبة للّغة الروسية أو الصينية، فالانغماس اللّغوي مسألة ضرورية في التشبّع بعناصر اللّغة”.
وأوضح ذات المتحدّث أنّ الدافع الذي دفع إلى انتشار اللّغة العربية في العالم وقد بلغت حدود الصين وذهبت إلى مشارف روسيا ودخلت إلى المناطق الباردة وانحدرت جنوبا إلى أن وصلت إلى أعماق افريقيا؛ تلك الطواعية الموجودة داخل اللّغة العربية بحيث أنّ بإمكانها التأقلم مع المناخ ومع الإنسان والثقافة والمعرفة، مؤكّدا أنّ قدرة اللّغة العربية على هذا التأقلم هو الذي جعل الله يختارها لسانا لوحيه، لأنّ هذا الوحي يحتاج إلى لغة وإلى حامله من الحرف.
بدوره، أشار الدكتور كبير بن عيسى في مداخلته إلى أنّ المجلس الأعلى للّغة العربية دأب أن يكون حاضرا في المناسبات الوطنية لأنّها جزء لا يتجزّأ من الهوية، واللّغة العربية جزء من الهوية وما يتعلّق بالمعالم السيرة أيضا من الهوية.
وذكر أنّه فيما سبق تمّ نشر الكشّاف التفصيلي بمقالات المجلة الأفريقية في ستينية الاستقلال، وفي سبعينية الثورة ارتأى المجلس أن يخرج إلى عموم الباحثين هذه التحفة التي تشتمل على أزيد من 300 ألف مقال، من أجل التيسير للباحثين للوصول إلى مبتغاهم أمام الكمّ الهائل من الصفحات.
وأوضح بن عيسى، أنّ غلاف المجلة ركّز في الواجهة من حيث الرسم على الكمائن، لأنّه من خلال دراستهم للمجلة أحصوا أكثر من 500 عنوان تتحدّث عن المعارك والكمائن، مشيرا إلى أنّ ذلك يمكن أن يكون مادة خصبة تستثمر في الوثائقيات والأفلام والمسلسلات ذات الطابع التاريخي.
ولفت كبير بن عيسى، إلى أنّ المجلة نشرت أُلُوفا من المقالات حيث بلغت عناوينها3275 عنوانا، واستنفرت مئات الأقلام فهناك أزيد من 650 مؤلّفا.
كما ذكر ذات المتحدّث، أنّ المجلة تتضمّن شهادات ومذكرات شهداء، وكذا شهادات حية وخطب لسياسيين بمن فيهم رؤساء الجمهورية، ومقالات لصحفيين إضافة لأبحاث أكاديميين.
وأضاف، بأنّ المجلة قصّت على قارئيها قصصا ثورية طافحة بالبطولات، ورصدت كمائن المجاهدين ومعاركهم، ونقلت شهادات حية لمناضلين ومناضلات، ونعت من التحق بالفريق الأعلى، ورصدت ماله علاقة بملفاتهم وحقوقهم، وسلّطت الضوء على آثار الثورة الجزائرية العظيمة.
وبالنسبة للكشّاف أوضح بن عيسى أنّه ليس أحادي الاتجاه، وإنّما هو بثلاثة أجنحة، حيث غطّى جناح المجالات 54 مجالا، ومن عجائب هذا الكشّاف - يقول ذات المتحدّث - “أنّ الرقم 54 جاء مباشرة مع محور نوفمبر الخالد، ولم نتقصّد ذلك، وإنّما عندما رتّبناه ترتيبا الفبائيا أوصلنا إلى رقم 54 مقابل نوفمبر الخالد”.
وأضاف: هناك أيضا كشّاف المؤلفين والسنوات التي غطّتها، وتيسيرا للباحثين رتّبنا المجلة حسب الأولويات، في كشّاف المجلات نجد مجال التصنيف، ثمّ المكان وهذا الأخير يحيلك إلى العنوان ثمّ المؤلّف أو المحاور”..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19622

العدد 19622

الخميس 14 نوفمبر 2024
العدد 19621

العدد 19621

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
العدد 19619

العدد 19619

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الإثنين 11 نوفمبر 2024