ووري الثرى، أمس، بمقبرة بوزوران بمدينة باتنة، جثمان الممثلة ومصمّمة العروض المسرحية لبنى بلقاسمي، التي لاقت حتفها في حادث المرور الخطير الذي وقع، بداية الأسبوع، وأدى إلى وفاة 12 شخصا، وإصابة 46 آخر بجروح متفاوتة الخطورة، إثر تصادم حافلتين لنقل المسافرين في بمنطقة اسطيل في الوادي.
أعربت مليكة بن دودة، وزيرة الثقافة، من خلال صفحة الوزارة على الفايس بوك عن تأثرها العميق وحزنها إثر هذا المصاب الجلل ، في رسالة تعزية قدمت من خلالها تعازيها ومواساتها لأهالي الضحايا وذويهم وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل. كما تقدمت الوزيرة بتعازيها الخالصة لأسرة المرحومة ليلى بلقاسمي وللأسرة المسرحية والثقافية.
تلقت الأسرة الفنية وخاصة المسرحية بولاية باتنة عاصمة الأوراس، بتأثر بليغ نبأ الفاجعة لاسيما وأن الفنانة الراحلة، كما أكده مدير مسرح باتنة الجهوي جمال النوي» كانت محبوبة لدى الجميع ولها حضورا مميزا سواء من خلال الأعمال والعروض التي شاركت فيها أو تلك التي صمّمت لها الملابس». أضاف المتحدث أن آخر عمل تعاونت فيه الفقيدة مع مسرح باتنة كانت مسرحية «رهين» التي أخرجها شوقي بوزيد وشاركت في مهرجان المسرح العربي في الفترة من 10 إلى 16 جانفي الجاري بعمان (الأردن) حيث صممت ملابس المسرحية.
من جهته، كشف رفيق درب الراحلة الممثل والمخرج المسرحي رمزي قجة من باتنة بتأثر عميق عن مسيرة لبنى ذات 34 ربيعا التي بدأتها- يقول: –» بمسرح باتنة الجهوي سنة 2008 وشاركت مع ممثليه في العديد من الأعمال الكوريغرافية كراقصة باليه ومنها: «عروس المطر» (2003) التي أدت فيها دور البطولة ثم في العرض الكوريغرافي «التحدي» مع رياض بروال (2014 ).
أدت الفقيدة بحسب الفنان» أدوارا في عديد المسرحيات، منها «أمغار ثامنوكالث» أو (شيخ العقال) من إخراج رمزي قجة في إطار المهرجان الثقافي للمسرح الأمازيغي سنة 2016 وكذا «ملحمة قسنطينة الكبرى» بالعربية للمخرج فوزي بن ابراهيم ضمن فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
أفاد رمزي قجة « أن لبنى بلقاسمي عملت أيضا كمصممة لملابس العروض المسرحية وجسدت في السنوات الأخيرة مشروع ورشة في هذا المجال أصبحت من خلالها تتعامل مع العديد من المسارح، وكذا المخرجين المسرحيين عبر الوطن.
من جهتها، اعتبرت الممثلة نوال مسعودي أن الساحة الفنية وأسرة الفن الرابع فقدت فنانة «مرهفة الحس تؤدي أدوارها بالعربية والأمازيغية ومبدعة في تصميم الملابس ناهيك عن طيبتها وعلاقتها الجيدة مع الأسرة الفنية».
أكدت العديد من الوجوه الفنية والثقافية من مخرجين وممثلين أن الراحلة لبنى التي كانت يتيمة الأب ولها شقيق واحد قد عشقت المسرح وجعلت من أب الفنون تحديا لكونها عصامية وجسدت مشروع حلمها في التمثيل والتصميم وصنعت لنفسها مكانة في الساحة الفنية قبل أن ترحل.