في قراءة متأنية لمحتوى بعض الصفحات المحلية على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، تظهر مدى التسرع في نشر أو إعادة نشر أخبار ومعلومات وصور وحتى فيديوهات بدون التأكد من صدقها ومصدرها وأحيانا غير مؤسسة تماما وأحيانا أخرى قديمة أو أجنبية، حتى في سلوك اجتماعي ربطه بعض الأساتذة المختصين «بالمؤشر السلبي لأزمة القيم والأخلاق التي يتخبط فيها المجتمع وغياب الوعي ووازع الضمير»، مثلما وصفته أستاذة الإعلام والاتصال زينب بوشلاغم في تشريحها لهذه الظاهرة.
كما اعتبرت الأستاذة أن «الإشاعة هي ظاهرة مرافقة للأزمة بكل أشكالها وهو ما نلاحظه من خلال هذه الأزمة العالمية التي تضاعفت فيها الأخبار والمعلومات الزائفة غير المؤسسة وتهويل إعلامي كبير، عما يحدث في عديد الدول والمجتمعات جراء جائحة كورونا وهو تقريبا أمر طبيعي لارتباط المفهومين، لكن ما هو غير طبيعي هو غياب البدائل لمواجهة الإشاعة وتفنيدها عن طريق منظومة إعلامية فعالة تقوم بنشر وبث المعلومات الصحيحة في وقتها لطمأنة المواطن.
وتلعب خلية إدارة الأزمة وتسييرها بطريقة منسقة مع جميع القطاعات والهيئات المتدخلة دورا مهما أيضا في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها المجتمع، من خلال تفعيل منظومة اتصالية فعالة وآنية للتواصل مع المواطن وربطه بتطورات الأحداث وعدم تركه فريسة للأخبار الزائفة والإشاعات المغرضة التي تزداد انتشارا على حساب قنوات التواصل المحلية والصفحات الرسمية التي لا تتفاعل سريعا مع المستجدات وحديث الشارع ويغيب عنها تحيين المعلومات والمعطيات الدقيقة التي يتطلع إليها المواطن، وفي هذه النقطة بالذات أكدت أستاذة الإعلام «أن أكثر الأشياء والأسباب التي تغذي الإشاعة هو غياب المعلومة الرسمية أو قلتها وبالتالي ترك الفضاء مفتوحا للإعلام الموازي البديل أو صحافة المواطن التي تتيح مجال النشر للجميع دون تقصي للحقيقة ومصادرها الموثوقة».
وأضافت الباحثة زينب بوشلاغم بالقول»أن المسؤولية الحالية جماعية وعلينا جميعا بعث الوعي والأمل في النفوس والعمل على نشر المعلومات الصحيحة وتجنب كل مظاهر التهويل وزرع اليأس في المجتمع حتى تتمكن الجزائر من تجاوز هذه المحنة بسلام».
مع ذلك أثبتت بعض الصفحات الرسمية على قصرها فعاليتها وتجاوبها السريع مع تطور وباء كورونا منها الصفحة الخاصة بمديرية الصحة والسكان التي باشرت منذ انتشار الداء في تقديم معلومات رسمية عن الحالات الايجابية المسجلة وعدد حالات الأشخاص المشتبه في إصابتهم الذين تم وضعهم في الحجر الصحي بالمؤسسات العمومية الثلاثة في كل من ثنية، برج منايل ودلس، حيث كانت مديرة الصحة فتيحة لاليام المنصبة حديثا تقدم معطيات شبه يومية على الوضعية لطمأنة سكان الولاية الذين سكنهم الخوف وتفشي الإشاعة بدلا من الفيروس، والدليل هو تساؤلات المواطنين وانتقادهم لتوقف المصادر الرسمية المحلية من تقديم معلومات دقيقة خاصة بعد تسجيل بومرداس لـ25 إصابة مؤكدة و5 وفيات وعدد آخر من الأشخاص خاضعين للحجر بدون تفاصيل وافية، الأمر الذي غذى الأخبار المتداولة حول إصابة أطباء وممرضين بمستشفى دلس لكنها ظهرت مجرد إشاعة وتخمينات أو متلازمة الحجر الصحي.