شهد الدخول المدرسي للموسم الحالي نجاحاً ملحوظاً غابت عنه المطبّات البيداغوجية، ولم يكن هذا النجاح ليتحقّق لولا تضافر جهود العديد من القطاعات التي أسهمت في خلق بيئة تعليمية “هادئة” بفضل السياسات الاجتماعية التي أقرّها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لفائدة مستخدمي القطاع.
لعبت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية دوراً بارزاً في تحقيق النتائج الايجابية المسجلة في الدخول الاجتماعي الفارط، حيث عملت على تدعيم البلديات والمؤسسات التعليمية بالإمكانيات اللوجيستية اللازمة، الى جانب نجاحها في طي ملف أزمة النقل المدرسي في العديد من المناطق النائية، سواءً بتوفير النقل المدرسي أو إنشاء أقسام توسعة في المدارس ما مكّن من توفير مناخ تعليمي آمن وسلس للتلاميذ.
ويعدُّ النقل المدرسي في بلادنا أحد الجوانب المهمة التي أولتها السلطات العليا عناية خاصة نظراً لأهميته في تحقيق بيئة محفّزة للتلاميذ، حيث تم تعميم النقل المدرسي على العديد من المؤسسات التعليمية عملاً بتوجيهات رئيس الجمهورية، مع الأخذ بعين الاعتبار البُعدين البيداغوجي والديمغرافي في وضع خارطة النقل، مما ساهم في تحسين التجربة اليومية للمتمدرسين.
وقد ركّزت وزارتا التربية والداخلية على توفير النقل المدرسي حتى في أقصى نقطة من جنوبنا الكبير، وهو ما اعتُبر لدى كثيرين خطوة هامة نحو تعزيز فرص التعليم ببلادنا، وتحقيق أقصى قدر من العدالة الاجتماعية، حيث شكّل التوزيع المدروس للمؤسسات التعليمية في تغطية أغلب المدارس بالنقل المدرسي، ما سهّل من مهمة تنقل التلاميذ الى مدارسهم خاصة في المناطق النائية بالجنوب والهضاب.
وضمن نفس المساعي، عملت وزارة التربية الوطنية على توسيع خارطة المؤسسات التعليمية تماشياً مع اتساع النسيج العمراني، من خلال إنشاء العديد من الهياكل والمؤسسات التعليمية وتحسينها، وإعادة الاعتبار للعديد منها بالتنسيق مع الجماعات المحلية والولاة.
وارتكزت الجهات الوصية في جهودها الرامية الى تحسين البنية التحتية للقطاع، على تجهيز المؤسسات التعليمية بوسائل التدفئة لضمان شتاء دافئ للتلاميذ حفاظاً على صحتهم، هذا الاهتمام بالجانب الصحي لا يتوقف عند توفير التدفئة، بل يشمل أيضاً الحرص على صيانتها الدورية من خلال إيفاد لجان ولائية لمتابعة مدى توفر أنظمة التدفئة في المدارس.
وفي خطوة لافتة، شكّلت التدابير الصحية والوقائية داخل المؤسسات التربوية إحدى أهم أولويات العمل في وزارة التربية الوطنية بالاشتراك مع وزارة الصحة.
اهتمام السلطات العليا بالبلاد بالنقل المدرسي، التدفئة والإطعام هو تأكيد لإرادة الدولة في تكريس سياستها الاجتماعية في قطاع التعليم من أجل تحقيق الرؤية الشاملة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث تؤكد القرارات الصادرة مؤخراً في هذا الجانب حرص رئيس الجمهورية على إعطاء المتمدرسين أهمية بالغة، من خلال توفير البيئة والمناخ المناسبين المتمدرسين وللطاقم البيداغوجي.