تحسين الظّروف الاجتماعية والمهنية لمستخدمي القطاع
تحرص السلطات العمومية في الجزائر على توفير التدفئة والإطعام المدرسيين بالمؤسسات التربوية عبر كل ولايات الوطن الثماني والخمسين، لاسيما على مستوى المناطق النائية بغية تحسين ظروف تمدرس التلاميذ، والسهر على تجهيز أقسامهم وتزويدها بكافة الوسائل اللازمة.
تولي الدولة أهمية قصوى لملفي التدفئة والإطعام المدرسيين، وترصد لهما أغلفة مالية ضخمة، تشمل التكفل بمختلف الجوانب البشرية والتنظيمية من أجل تهيئة الجو والظروف الملائمين للعملية التربوية، حيث انصبّت التوجيهات الرئاسية منذ حلول الدخول المدرسي الجديد، على ضرورة تزويد كل المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة بأجهزة التدفئة وتقديم الإطعام الساخن، بهدف الرقي بالوضع الدراسي للتلاميذ والكوادر التعليمية والإدارية.
ولطالما أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال اجتماعات مجلس الوزراء، على تحسين واقع التمدرس في الجزائر، وتوفير الإطعام والنقل المدرسيين والتدفئة لا سيما في والأماكن النائية، إلى جانب تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لمستخدمي القطاع، تنفيذا لالتزاماته المتعلقة بإصلاح المنظومة التربوية الوطنية.
وفي اجتماع سابق لمجلس الوزراء، وجّه رئيس الجمهورية، الحكومة لاستكمال تجهيز المدارس سواء المرمّمة أو المرافق التربوية الجديدة في كل أنحاء الوطن، بالتنسيق مع ولاة الجمهورية، مع الوقوف على كل انشغالات أولياء التلاميذ بخصوص تمدرس أبنائهم مهما كانت بساطتها، مع تقديم الحلول اللازمة فورياً.
كما سجّل الرئيس تبون في مجلس الوزراء الذي التئم عشية الدخول المدرسي الحالي 2024 - 2025، ارتياحه للظروف العادية التي طبعت العودة المدرسية، متوجها بشكره إلى الأساتذة والمعلمين والهيئات التربوية والولاة والمسؤولين المحليين الذين كانوا في الموعد من خلال التزامهم بآجال استغلال الهياكل التربوية الجديدة، وفقا لما أوضحه بيان لمجلس الوزراء.
وقد منح رئيس الجمهورية منذ توليه مقاليد الحكم بالعهدة الرئاسية الأولى نهاية سنة 2019، أهمية قصوى لقطاع التربية الوطنية، وخصّه بإصلاحات وتدابير عاجلة للرقي بجودته التعليمية، وذلك من خلال عصرنة المناهج والبرامج البيداغوجية، وتجهيز كافة مؤسسات القطاع بوسائل التدفئة والتبريد والإطعام والنقل، ومراجعة القانون الخاص بالأستاذ، وإنجاز مجمعات مدرسية ومرافق تربوية في المناطق النائية والأحياء الجديدة، وتكثيف برامج تكوين المعلمين وغيرها من الإجراءات التي لاقت استحسان المواطنين والمستخدمين على حدّ سواء.
ومن جهتها، شدّدت وزارة التربية الوطنية، في ندوة انعقدت مؤخرا بمقر الوزارة بالمرادية، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، على وجوب اليقظة والمتابعة الآنية لسير المؤسسات التعليمية، والتدخل السريع لإصلاح الأعطاب التي قد تحدث في وسائل التدفئة، خاصة وأن جهاز التتبع الآني لتوفير التدفئة مُفعّل.
وفي ندوة أخرى، درست الوزارة استكمال معالجة جميع الوضعيات المرتبطة بتمدرس التلاميذ خاصة جاهزية وسائل التدفئة بالمؤسسات التعليمية، وتقييم مدى تنفيذ الإجراءات والتدابير التي كانت محل توجيهات في الندوات السابقة، وذلك بحضور مديري التربية وإطارات من الإدارة المركزية.
وأشار المشاركون في هذه الندوة إلى النتائج الإيجابية التي حقّقها جهاز التتبع الآني لتوفير التدفئة على مستوى جميع مؤسسات التربية والتعليم في السنة الماضية، حيث سمح بالتكفل السريع والفعّال بالوضعيات المسجّلة، بالإضافة إلى التوجيه بتوسيع خدمات هذا الجهاز ليشمل تتبع وضعية الإطعام المدرسي عبر كل مدارس الوطن.
جهود الجزائر في قطاع التربية، اُستهلّت منذ السنوات الأولى للاستقلال ونيل السيادة الوطنية، من خلال رصد وتوفير الوسائل البشرية والمادية، وتحسين مضامين المناهج بشكل مرحلي لمسايرة التطورات الحاصلة في العالم، والانسجام مع تقدم العلوم والتطورات التكنولوجية التي باتت تطرح نفسها بقوة اليوم في البرامج التعليمية الحديثة، واستحدث لأجلها تخصصات ذكائية جديدة خاصة بها في مختلف الأطوار التعليمية.