أحرار إفريقيا والعالم مدعوون للوقوف مع الشعب الريفي
الغديوي: نشيد بالمواقف والمبادئ الثابتة للجزائر التي كانت ولا تزال معقلا للثوار
جمهورية الريف لم تكن يوما جزءاً من المغرب.. ولم يكن المغرب يوما في صف الريفيين
الجمهورية الصحراوية وجمهورية الريف آخر مستعمرتين بإفريقيا وجرحان في جسد القارة لا يلتئمان إلا باستقلالهما
نظام المخزن تحالف مع القوى الاستعمارية على حساب الشعب الريفي
هذا أول لقاء للحزب الوطني الريفي خارج أوروبا.. ولقاؤنا فوق ترابنا حلم سيتحقق
نريد استرجاع حقنا الشرعي المسلوب منا بالقوة وهو مطلب ليس بجديد
مشاركة الوزير المنتدب فــــــي حكـــــومـــــة جنــــــــــوب إفريقيـــــا
حضور نواب وسيــــــــاسيــــــين من الجــــــزائر والمـــــــوزمبــــــــيق والجمهــــــــوريــــــة الصحراويــــــة
أكد الحزب الوطني الريفي، عزمه على إعادة انتزاع استقلال جمهورية الريف من النظام المغربي «الوظيفي»، واعتبر أن ذلك ليس «مطلبا جديدا بل حق شرعي»، داعيا أحرار إفريقيا والعالم للوقوف مع الشعب الريفي الذي يتعرض للبطش والإبادة من قبل النظام المغربي المتواطئ مع القوى الاستعمارية.
اختار الحزب الوطني الريفي، الجزائر، لعقد أول لقاء له خارج أوروبا، ومواصلة الكفاح التحريري ضد الاحتلال المغربي، الذي يواصل القيام بأبشع الجرائم في حق ساكنة الريف، معتمدا، مثلما كان دائما، على مساندة قوى الاستعمار التقليدي.
واختيار الجزائر ليس من محض الصدفة «فهي كانت دائما عاصمة الثوار وعاصمة كل الحركات التحريرية في إفريقيا وآسيا وكل مناطق العالم»، بحسب ما أكده القيادي في الحزب، يوبا الغديوي، المنفي والمهجر عن وطنه الريف، منذ 10 سنوات.
وبينما نجا الغديوي من مخالب الاحتلال المغربي، فإن رفقاءه في الكفاح وهم خيرة شباب الريف، يقبعون في سجون نظام المخزن، أين يتعرضون لأسوإ أنواع التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي.
ورغم كل شيء، يؤكد المتحدث في لقاء كبير، احتضنه فندق «ليغاسي» بالعاصمة، أمس السبت، أن حلم العودة إلى تراب جمهورية الريف، التي أسسها محمد عبد الكريم الخطابي، بين سنتين 1921 و1962، مازال قائما، ويجري العمل على تحقيقه بأقصى طاقة.
وقال الغديوي في الندوة التي حضرها أصدقاء الحزب من دول إفريقية، كالجمهورية العربية الصحراوية، جنوب إفريقيا والموزمبيق، إلى جانب نواب وقياديين سياسيين وحزبيين من الجزائر، «إن أرض الريف الطاهرة ستحرر من رجس العلويين، كما فعل الأجداد منذ ما يقارب 100 سنة».
وفصل المتحدث في عنوان اللقاء «جمهورية الريف والحق في استعادة الاستقلال»، والذي يشير دون لبس وبحقائق تاريخية دامغة إلى «أن الريف كان يتمتع بالاستقلال، بصفته أول جمهورية مستقلة في شمال إفريقيا».
وأضاف، بأن جمهورية الريف «كانت ذات سيادة على جميع أراضيها»، قبل أن يتم تدميرها من قبل النظام المغربي الوظيفي، والمؤامرات الدولية وتواطؤ جهات داخلية وخارجية».
وشدد على أن المطالبة باستقلال الريف «هو استعادة لحق شرعي وليس محاولة انفصالية.. فنحن لم نكن يوما جزءا من هذا الكيان الوظيفي المسمى المغرب»، مذكرا بأن الاستقلال الذي تحقق سنة 1921 جاء بفضل تضحيات جسام ضد القوى الاستعماري، ولم تعرف أرض الريف يوما سيادة للمغرب عليها.
الغديوي، استحضر الحقائق التاريخية، التي تثبت أن نظام المغرب كان ولا يزال مجرد أداة وظيفية للاستعمار الفرنسي، وذلك منذ توقيع العلويين «اتفاقية الحماية سنة 1912، التي سلموا بموجبها سلطنة مراكش لفرنسا مقابل بقائهم في الحكم».
وشدد على أن المغرب وسلطانه يوسف العلوي، لم يكن يوما «في صف الشعوب الحرة»، مفيدا بأن «شعب الريف كان يدافع عن استقلاله، بينما كان هذا السلطان عميلا لفرنسا وإسبانيا، عندما جند 400 ألف مرتزق مغربي جنبا إلى جنب مع جيش الاستعمار لقتال شعب الريف.
واستدل الغديوي بما وثقه المؤرخ علي الإدريسي، الذي أكد خيانة النظام المغربي لمبدإ الكرامة عندما ساعد فرنسا وإسبانيا على إبادة شعب الريف باستخدام الأسلحة الكيماوية وشاركهم السلطان العلوي احتفالات إنهاء جمهورية الريف في قوس النصر بباريس.
ودعا القيادي في الحزب الوطني الريفي، إلى تبني موقف يعبر عن «جمهورية الريف والجمهورية الصحراوية، وهما آخر مستعمرتين في إفريقيا وأنهما يجسدان جرحين غائرين في جسد القارة لن يلتئما إلا باستقلالهما»، مشددا على أن الريف لم ولن يتوقف إلى غاية تحقيق الاستقلال.
أصدقاء جمهورية الريف
اللقاء الأول من نوعه للحزب الوطني الريفي، خارج أوروبا، حضره أصدقاء من إفريقيا، على رأسهم الوزير في حكومة جنوب إفريقيا ورئيس حزب الجماعة غانيف هاندريكسن، الذي عبر عن دعمه لاستعادة استقلال الريف وتطهير إفريقيا من شتى أنواع الاستعمار.
هاندريكس، الذي أشاد بالجزائر «قبلة الثوار»، قال إن الأمر يتعلق بدعم أول جمهورية في إفريقيا استعادت استقلالها، ويجب «اليوم استعادة هذا الاستقلال وبشكل تام»، مشيرا إلى أن لدى الأمم المتحدة وثيقة تثبت حقيقة جمهورية الريف.
وأكد ياكوب سيبندي وهو وزير من الموزمبيق، دعم كفاح جمهورية الريف حتى تستعيد استقلالها، من الاحتلال المغربي، معتبرا أن الجزائر هي البيت الكبير للكفاح ضد الاستعمار منذ عقود.
من جانبهم، أكد ممثلون للجمهورية العربية الصحراوية، ولأحزاب سياسية جزائرية، أن التاريخ يثبت أن النظام المغربي كانت حدود نطاقه في مملكة مراكش، ورضي بدور وظيفي من أجل بسط سيادته على أقاليم لم تكن تتبع له يوما، على غرار أرض الريف والصحراء الغربية.
وعبروا عن مساندته لنضال الحزب الوطني الريفي من أجل استعادة استقلال جمهورية الريف التي نالت استقلالها بفضل تضحيات جسام قادها القيادي التاريخي عبد الكريم الخطابي.