أولت السلطات الولائية والمحلية لولاية بومرداس اهتماما كبيرا بقطاع التربية الوطنية، وهذا استجابة للتوجهات الجديدة للدولة من أجل التكفل الأمثل بالتلاميذ خصوصا بالقرى والمناطق النائية، والحرص على توفير الخدمات الاساسية كالنقل المدرسي، توفير الوجبة الساخنة وتعميم التدفئة عبر كامل المؤسسات التربوية بالمدارس الابتدائية.
شهد الموسم الدراسي الجديد لسنة 2024 - 2025 استلام عدد كبير من المنشآت والمرافق التربوية لفائدة الأطوار التعليمية الثلاثة بولاية بومرداس، مع التركيز أكثر على الطور الابتدائي الذي يضم أكبر تعداد من التلاميذ بأزيد من 160 ألف تلميذ موزعين عبر 418 مدرسة ابتدائية متواجدة بإقليم 32 بلدية نسبة كبيرة منها تتواجد بالقرى والمناطق النائية التي تتطلب مجهودات مضاعفة من قبل مصالح مديرية التربية والسلطات المحلية لتوفير ظروف ملائمة لتمدرس التلاميذ، والحرص على إرفاق العملية التربوية بخدمات أساسية منها النقل المدرسي، الوجبة الساخنة والتدفئة لمواجهة الظروف الطبيعية القاسية ببعض المناطق.
على هذا الأساس عرفت السنة الدراسية الجديدة تسليم 22 مجمعا مدرسيا من أصل 43 مجمعا مسجلا للإنجاز لفائدة الطور الابتدائي، متوسطتين وثانويتين في كل من زموري وسي مصطفى وعدد معتبر من أقسام التوسعة للقضاء على الشاليهات، مع برمجة انجاز 47 مطعما مدرسيا منها 21 مطعما قيد الانجاز، وتسليم 20 مطعما اخر بكل تجهيزاتها نهاية السنة الدراسية السابقة، حسب مصالح مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية للولاية لمواجهة العجز المسجل في الميدان، على اعتبار أن أكثر من النصف المدارس بدون مطعم أي 184 مدرسة من أصل 418 مؤسسة.
وبهدف تحسين ظروف تمدرس التلاميذ وتجسيد عملية تربوية متكاملة، وضع ملف الخدمات التربوية والأساسية ضمن الأولويات هذه السنة من خلال تسطير برنامج مشترك بين مختلف الفاعلين في الميدان كمديرية التربية، المصالح الولائية والبلدية لتقييم وضعية التدفئة والنقل المدرسي، حيث تم على هذا الأساس إمضاء عدة اتفاقيات مع الناقلين الخواص لدعم الحظيرة البلدية وتجاوز العجز المسجل خاصة في المناطق النائية رغم استفادة الولاية من 60 حافلة تم توزيعها في السنوات الاخيرة، مع التركيز على البلديات الريفية وشبه الريفية منها بلدية أعفير التي استفادت من 4 حافلات، و3 حافلات لكل من تيمزريت، شعبة العامر، عمال، بني عمران ويسر.
أما في مجال التدفئة المدرسية، فقد اتخذت السلطات الولائية قرارا بتوسيع التدفئة المركزية عبر كافة المؤسسات التعليمية، حسب ما كشفت عنه والي الولاية مؤخرا الى جانب التدفئة بالغاز الطبيعي التي تستخدمها أكثر من 250 مدرسة وأزيد من 50 مدرسة بالكهرباء، خصوصا على مستوى أقسام الشاليهات وعدد اخر من المدارس لجأت الى صهاريج البروبان، وكل هذا بهدف القضاء النهائي على الطريقة القديمة في التدفئة التي كانت تعتمد على مادة المازوت، وهذا بسبب الأضرار الصحية على التلاميذ ومشكل الصيانة التي تواجه المسيرين كل سنة مع بداية فصل الشتاء، وأيضا تماشيا مع سياسة تحديث وعصرنة قطاع التربية الوطنية من حيث الوسائل التعليمية والخدمات الأساسية.