لا يزال مشروع استغلال مياه كاف الدير بأقصى غرب ولاية تيبازة يراوح مكانه عقب فسخ العقد مع المؤسسة المكلفة بنصب قنوات التوصيل وعرض الصفقة من جديد على مؤسسات إنجاز أخرى الأمر الذي أثٍّر سلبا وبشكل مباشر على عملية توزيع الماء الشروب وفقا لنظرية الضمانات الكبرى التي مفادها ربط شبكات التوزيع لكل من سدي كاف الدير وبوكردان ومحطة تحلية مياه البحر بفوكة.
حسب ما علمناه من رئيس مصلحة الماء الشروب بمديرية الموارد المائية عبد الرحمان ملحاني فإنّ 4 بلديات فقط من بين 28 بلدية تستفيد حاليا من الماء الشروب على مدار 24 ساعة في اليوم و 22 بلدية أخرى تحصل على الماء بصفة يومية وفق حجم ساعي يتراوح ما بين 4 ساعات و 20 ساعة وذلك حسب ثراء المصادر المائية المستغلّة، في حين لا تزال بلدية بني ميلك تتزود بالمياه بمعدل يوم واحد خلال ثلاثة أيام بالنظر إلى ضعف المصادر المائية هناك والتي تتوزع على المياه الجوفية والينابيع كما تبقى بلدية أغبال أيضا تعاني نسبيا من مشكل الماء الشروب باعتبارها تنزود بهذه المادة يوما بيوم والأمر يطرح بشكل أقلّ حدّة ببلدية سيدي سميان النائية التي تشهد دواويرها تذبذبا في عملية التزود بالماء على عكس مقر البلدية الذي يستفيد من زيارة الماء للحنفيات بشكل يومي.
وتقدّر الكمية الإجمالية للماء الشروب والتي تستفيد منها التجمعات السكنية عبر مختلف البلديات حاليا بـ 210 ألف م3 يوميا من بينها 70 ألف م3 محصل عليها من محطة فوكة لتحلية مياه البحر ويتم تحصيل 100 ألف م3 من المياه الجوفية عبر مختلف مناطق الولاية تضاف لـ51 ألف م3 من المياه المستخرجة والمعالجة يوميا من سد بوكردان و 4000 م3 من سد بورومي بولاية البليدة و 4000 م3 أخرى تستخرج من مختلف الينابيع المتشرة ببلديات الولاية وخاصة بتلك التي تقع بالناحية الغربية.
وأشار مصدرنا من مديرية الموارد المائية أيضا إلى أنّه سيتم تأمين الولاية من مادة المياه عقب استكمال مشروع استغلال سد كاف الدير بالناحية الغربية وذلك بربط مختلف شبكات التوصيل للمياه الجوفية والسطحية والمعالجة عن طريق التحلية كما سيسمح مشروع إنجاز محطة تحلية أخرى ببلدية فوكة مستقبلا لتزويد العاصمة والبليدة بالمياه بتخصيص مياه محطة التحلية الحالية لتيبازة وحدها الأمر الذي سيزيد من حصة الولاية من المصادر المائية بالشكل الذي يضمن تزودا يوميا وعلى أطول فترة ممكنة لمختلف البلديات.
1,6 مليون م3 للحبوب
وفيما يتعلق بمياه السقي فقد استفادت الولاية مؤخرا من مليون و 600 ألف م3 من سدي بورومي وبوكردان موجهة خصيصا لسقي الحبوب على مستوى محيطي متيجة الغربية والساحل الجزائري الغربي بحيث شرع المزارعون مؤخرا في عملية السقي عقب حصولهم على الكميات المطلوبة من المكتب المحلي للديوان الوطني للري، إلا أنّ الكميات المبرمجة لهذه العملية نفذت كلية حسب ما علمناه من رئيسة مصلحة السقي الفلاحي بمديرية الموارد المائية فاطمة طاهري والتي أكّدت بأنّ مصالح الموارد المائية والمصالح الفلاحية قدّمت طلبا تكميليا للوزارة الوصية مفاده الحصول على كمية إضافية من المياه للتمكن من إنقاذ موسم الحبوب الذي تعرّض لموجة جفاف مطولة هذه السنة ويعتقد بأنّها ستؤثّر عليه بشكل لافت.
كما أكّدت رئيسة مصلحة السقي الفلاحي فاطمة طاهري أنّ الكمية الموجهة للسقي التكميلي والتي شملت مليون م3 من سد بورومي بولاية البليدة لسقي محيط متيجة الغربية الذي يمتد على مساحة 15600 هكتار و 600 ألف م3 من سد بوكردان بولاية تيبازة لسقي محيط الساحل الجزائري الغربي الذي يمتد على مساحة 2888 هكتار لم تكف فعلا ونفذت خلال أيام قليلة وأنّ العديد من المزارعين لم يستفيدوا منها بالنظر إلى عدم امتلاكهم للوسائل التقنية الضرورية للسقي ومن هذا المنطلق فقد تقرّر تقديم طلب مكمل للوزارة الوصية لاسيما وأنّ موجة الحر والجفاف لا تزال قائمة، كما أشارت محدثتنا أيضا إلى أنّ كمية المياه المتواجدة بسد بوكردان لا تتجاوز 21 مليون م3 حاليا ما يعادل 20 بالمائة من سعته الإجمالية وتعتبر 11 مليون م3 منها ثابتة أولا يجوز استغلالها بأيّ حال من الأحوال حفاظا على الثروتين الحيوانية والنباتية على مستوى السد في حين تبلغ كمية المياه بسد بورومي 51 مليون م3 ما يعادل 28 بالمائة من سعته الإجمالية، وهو السد الذي يمكن أن يكون مصدرا لكمية إضافية محتملة لسقي الحبوب بالولاية.