الممثلة «موني بوعلام»:

الحجر المنـزلي فرصـة لتحديـد الأهــداف وتقييـم الـــذات

مفيدة طريفي

 هي فنانة نقشت اسمها على ركح المسرح، صاحبة الأداء المتميز على الشاشة التلفزيونية، عفوية وتلقائية قدمت العديد من الأعمال الدرامية الناجحة متميزة في أدائها، أيقونة في التمثيل ومحبوبة المسرح الجهوي لولاية قسنطينة في كل عمل تقوم به، هي الفنانة الجميلة والمتألقة  «موني بوعلام» التي تقربنا منها لمعرفة أخبارها بشهر رمضان وخصوصا في هذا الظرف الاستثنائي لتفشي فيروس «كوفيد19» وكيف هي يومياتها مع الحجر والعمل التلفزيوني وما هي أهم أعمالها، هاته المعلومات وأخرى تجدونها بالتفصيل في هذا الحوار مع أيقونة التمثيل الجزائري.  
«الشعب»: كيف  تقضي موني يومياتها في ظل الحجر الصحي؟
«موني بوعلام»: حقيقة في بداية ظهور وتفشي الوباء لا أخفي عليك  إحساسي بالخوف والتوتر اتجاه الوضع، لكن سرعان ما قررت أن أستغل الوقت لصالحي وأتحدى المشكل ونتغلب على الخوف من العدوى، فحاولت تنظيم وقتي ما بين الأعمال المنزلية والرياضة، وأكثر وقت للعبادة بما أننا في الشهر الفضيل كما أن الطبخ أخذ حصته هوا الآخر واكتشفنا من خلالها مواهب دفينة، كما أن هذه الفترة هي فرصة لتقييم الذات ويعيد تسطير أهدافه ويقضي أكبر وقت ممكن مع العائلة، هو صحيح أننا لم نتعود على مصطلح الحجر الصحي سيما من الناحية النفسية للإنسان لكن من جهة أخرى يمكن أن نستفيد منه من خلال استرجاع ذواتنا ونعيد مراجعة حياتنا وحساباتنا التي عشناها قبلا ولم نجد وقت للتفكير بها وهاهو الحجر اليوم يرغمنا على ذلك، وان شاء الله تكون فترة وتنتهي في أقرب وقت ونعود لحياتنا المعتادة.
- كيف تقضين الشهر الفضيل، وما هي العادات التي لا تتخلين عنها؟
 إن شهر رمضان المبارك له نكهته  الخاصة، هو الشهر الذي أحس فيه  أكثر بالراحة النفسية والسكينة والاستقرار ، فأنا عادة ما أقلل من عملي اليومي وأفضل أن أجتاز الشهر الفضيل بالمنزل حتى أتفرغ للعبادة وأتقرب من الله عز وجل أكثر، أهم ما  أقوم به هو تحضير الطبخ، و  العبادة، انه الوقت  الذي على الإنسان  أن يحاول قدر المستطاع إعطاء الأولوية للعبادة سيما وأن الظرف الذي جاء فيه الشهر الكريم هاته السنة استثنائية  وصعبة على الجميع.
 من عاداتي المعروفة بالشهر الفضيل أنني أقضيه بطريقة التي تربيت عليها فلا أزال أحافظ على عادات مدينتي قسنطينة سيما في الطبخ الذي لا أحبذ فيه التبذير، كما احرس  دائما  على مساعدة الناس المحتاجة  وأن نتشارك كل شيء  مع أهالي الحي الذي نشأت فيه المدينة القديمة «السويقة» أين تجد السكان الكل كعائلة واحدة يتشاركون الحياة بكل تفاصيلها.
- هل من مواهب أخرى تملكينها ما عدا التمثيل؟
  التمثيل أخذ حصة الأسد من مواهبي، أحب الغناء لكن للأسف صوتي عادي للأسف، أحب الرقص أيضا، و ممارسة السباحة والغطس، لكن حياتي أخذها التمثيل والعمل على ترقية أدائي بشكل مستمر.
- حدثينا  عن جديدك الفني ؟
 بالنسبة للجديد، فهناك عمل درامي عربي سوري كبير يعرض على عدة قنوات عربية عراقية، وسورية، ولبنانية وفلسطينية،  وتونسية، هو مسلسل بعنوان «نبض» من إخراج «عمار تميم» ومن إنتاج «عاطف حوشان» شركة شاميانة، سيناريو وحوار «فهد مرعي» من بطولة نجوم كبار من سوريا العراق تونس وأنا الجزائرية الوحيدة، المشاركة فيه الى جانب الفنانة «ميرنا حوارنا»،  و الفنان «عبد المنعم عمايري»، «عامر علي»، «أليش خطور» وغيرهم.
- ما هي الشخصية التي تجسدينها في المسلسل؟
  أمثل شخصية بنت جزائرية تعيش بسوريا وهذا العمل العربي قدمني للجمهور من الباب الواسع،  حيث أنني في شخصية «منار «بمسلسل «نبض» حاولت المحافظة على اللهجة الجزائرية ممزوجة بلهجة السورية وقمت بالتعريف عن تقاليد الجزائر بالمسلسل وحتى أنني ارتديت «البدرون الجزائري» خصوصا وأن شخصية منار شخصية محورية ولديها تأثير كبير على أحداث المسلسل، لكن للأسف من المستحيل أن نجد الدعم في بلادنا، للأسف، لكن الأهم نتمنى أن تنتهي أزمة «كورونا» حتى يتمكن  الجميع من مراجعة أولوياته وحساباته، ونتمنى من جمهوري أن يتابعني على القنوات العربية او على اليوتوب، وكتجربة أولى نتمنى أن تفتح لي الأبواب لأعمال أخرى.
- هل لك أصداء على تجاوب الجمهور مع الدور ؟
 ونحن في أيام رمضان تصلني أصداء إيجابية من الجمهور الذي يتابعه عبر القنوات العربية أو على اليوتوب، ونتمنى أن تقم بعض القنوات الجزائرية بشرائه، وللأسف والكل يعلم أن الفنان الجزائري محارب، حيث أن كل القنوات العربية قامت بشراء العمل بحكم مشاركة نجومهم وممثليهم إلا الجزائر لم تقبل شراء العمل بحجة قلة الموارد المالية.
 إن الممثل الجزائري لا يجد أدوارا يلعبها ببلاده وحتى بعد عمله في بلدان أخرى لا يلقى الدعم هنا، وهو أمر جد مؤسف ..
كما أريد أن أنوه بنقطة جد مهمة و هي  أن جريدة «الشعب» هي أول جريدة جزائرية اتصلت بي في هذا الشهر الفضيل من اجل محاورتي والبحث عن جديدي،  مقارنة مع الإعلام العربي الذي عمل معي وقاموا بحوارات عبر عديد العناوين الإعلامية والصحف على غرار مجلة «جرس اللبنانية» وموقع «عين الإماراتية» ومجلات أخرى قطرية وسورية، هنا يطرح التساؤل لماذا لا يوجد الدعم للممثل الجزائري الحقيقي الذي يتعب ويحارب بإمكانياته الخاصة ،لماذا يكون  الدعم  الإعلامي غالبا  لأشخاص ليسوا من أبناء المهنة؟ لماذا هذا التجاهل اتجاه الممثلين الحقيقيين؟   استغرب لهذا الأمر كوني لدي علاقة طيبة مع الصحفيين والإعلاميين، وأنا صاحبة سمعة جيدة وأعمال ناجحة ممثلة درست التمثيل بمعهد الفنون الدرامية وبنت المسرح بقسنطينة، لماذا هذا التقصير في حقي كممثلة جزائرية رفعت علم بلادها وسط بلدان عربية كثيرة.
- ماهو طبقك  في رمضان والبرامج التليفزيونية التي تتابعينها ؟
 من بين الأطباق التي أعشقها طبق «التليتلي» وأيضا طبق «شباح الصفرا» الذي يعتبر طبق قسنطيني رمضاني بامتياز، أما فيما يخص برامجي المفضلة بالشهر الفضيل فأنا لم أتابع أيا منها،  فالبرامج الجزائرية أغلبها تنقصها الاحترافية ورديئة ولا ترقى لمستوى المشاهدة، لكن نشجع الأشخاص ونتمنى أن يرتفع المستوى والمحتوى على حد سواء، فعند إعطاء الفرصة لأهل الاختصاص ستكون هناك  نتائج مذهلة مثل التي سجلت  السنة الماضية.. وعندما يكون العكس فالرداءة ستكون عنوان الإنتاج الفني للأسف الشديد ، وأظن وسيما في هذا الوقت انه لابد من نقابة وطنية تحارب من أجل  حقوق الفنان الجزائري وتحمي المجال من الدخلاء مثلنا مثل كافة الدول، ورسالتي للفنانين الذين ينتقدون  الوضع على مواقع التواصل الاجتماعي  اعلموا أن غياب أهل المجال فتح المجال للدخلاء، ولابد أن نجتمع ونعمل على توحيد القطاع من خلال نقابة وكفانا من الاختلافات السطحية التي وقفت حاجزا أمام تقدمنا في مجالنا وفتحت الباب أمام من هب ودب لولوج عالم التمثيل.
- ماذا تعني لك مدينة الجسور المعلقة؟
 قسنطينة  مدينتي مدينة الهوى والهوى تعني لي الكثير، بالنسبة لي هي الحضارة والماضي الجميل مبادئي وطفولتي وكل الأشياء الجميلة التي عشتها في حياتي،  قسنطينة تعني لي البراءة، قسنطينة زمان المدينة التي كان الاحترام طابعها الوحيد، قسنطينة تعني لي المسرح الجهوي هذا المكان الذي نشأت على صوت خشبته الشجي، بالنسبة لي هو الأساس وبيتي الثاني الذي أحبه كثيرا، حيث وعند عملي عليه أحب النوم على ذلك الركح ، فمسرح قسنطينة كان المدرسة لي وهو الأساس في مسيرة الفنية الواعدة.
- ما هي  مشاريعك المستقبلية ؟
 « صراحة وككل الفنانين والممثلين في الجزائر نحن نعيش في وضع ضبابي، لا يمكن تحديد مشاريعك لأنه ليس من الممكن معرفة أن المشاريع الفنية سيتم تجسيدها أم العكس ، وفي ظل  الازمة التي سببها انتشار فيروس كورونا المستجد، يعيش الفنان ، دون أي مخططات أو مشاريع مستقبلية
- كلمة أخيرة ؟
 من منبر جريدة «الشعب» الغراء  أدعوا كافة الشعب الجزائري إلى الالتزام بالحجر المنزلي والتحلي  بالوعي خاصة سكان قسنطينة لان الوضع صعب جدا  فالرجاء البقاء  بمنازلكم للمحافظة على حياتكم وحياة أوليائكم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024