يرى مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “برادعي مولاي أحمد” بتمنغست، أنّ المقروئية في الجزائر تشهد تطوّرا مستمرّا ومتصاعدا، بالتزامن مع مشروع إنشاء مكتبات المطالعة العمومية المنتشرة عبر القطر الوطني، بالرغم من الضعف المسجّل في نسبتها لدى مختلف فئات المجتمع، وهذا حسب العديد من الدراسات الميدانية المنجزة في هذا الشأن.
أكّد سنوسي كرزيكة مهتم بالتراث المحلي، في حديثه لـ«الشعب” أنّه رغم انعدام الصلة تقريبا بين المواطنين والإنتاج الفكري والثقافي، والنقص الكبير للإعلام في الترويج للإصدارات الجديدة، واقتصار المكتبات العامة في أداء واجبها التثقيفي بتشجيع الكتاب على نشر مؤلّفاتهم، إلاّ أنّ خطوة إنجاز مكتبة بكلّ بلدية وقرية، مع تقدّم النشر والقراءة في الجزائر يجعل منه بلدا واعدا في الرقيّ وارتفاع نسبة المقروئية.
في نفس الصدد، يضيف المتحدّث أنّ تنظيم فعّالية الصالون الدولي للكتاب في الجزائر الذي يشهد إقبالاً جماهيريا كبيرا على غرار سابق الطبعات، وكونه من أكبر الصالونات العربية، من شأنه المساهمة في هذا الشأن، بل يعدّ دليلا على اهتمام فئات اجتماعية بالقراءة والكتابة في ظلّ غياب عدّة عناوين وأصناف من الكتب التي تسدّ حاجات الشباب والأطفال والكبار على مدار السنة.
يحدث هذا يقول سنوسي كرزيكة، في وقت هناك من يرى أنّ هذا الاهتمام ظرفي وبالتالي غير متجذر في ديمومة زمانية ومكانية، الأمر الذي ـ حسبه ـ يحتّم علينا استحداث آليات تفعيل دور المكتبات العمومية والمدرسية، وتدخل الأولياء في تسيير وقت أبنائهم للنّافع المفيد.
فنحن بذلك، يؤكّد المتحدّث، فعلاً بحاجة ماسّة إلى حقيقة ثقافية صحّية وفق ما تقتضيه شروط القراءة كطقس سوسيولوجي مرادف لممارسة راسخة في الواقع اليومي، كنتيجة لمقاربة تربوية يجعل أصحابها من المعرفة هدفاً استراتيجيا لا ينفصل عن أهداف بناء المواطن المتوازن، والاعتماد على مختلف الظواهر الاجتماعية الثقافية التنشيطية للبيئة التي تستحدث آلاف الزوار للتعبير عن شغفهم بكلّ أنواع الكتابات واستحداث كلّ الأساليب والطرق التي من شأنها الترويج والتشجيع والتحفيز على القراءة والكتابة.