الفنّان التّشكيلي محمد الصادق خميس لـ «الشعب»:

التّكنولوجيـــــــــــــا لهـــــــا دورهـــــــا في الحفـــــــاظ علـــــــى الفـــــــــن

ورقلة: إيمان كافي

 

 يرى الفنان التشكيلي محمد الصادق خميس أنّ التكنولوجيا لعبت دورا أساسيا في الحفاظ على الفن التشكيلي وتطويره عبر عدة مراحل، بدءا من اختراع الكاميرا التي ساعدت في توثيق الأعمال الفنية، وصولا إلى الشبكة العنكبوتية التي فتحت آفاقا جديدة للفنانين،

 من بين أبرز الإيجابيات التي قدمتها التكنولوجيا كما ذكر، دعم التعلم والتواصل الفني، حيث أصبحت شبكة الأنترنت أداة أساسية للفنانين، تمكنهم التعلم من خلال منصات التواصل الاجتماعي والدورات التدريبية، كما أتاحت لهم فرصة الاحتكاك بأساتذة كبار واكتساب خبرات واسعة، مما جعل الفنان العصامي يتمتع بنفس المعرفة التي يكتسبها خريجو مدارس الفنون الجميلة.
ومكّنت التكنولوجيا الفنانين من عرض أعمالهم عبر الأنترنت والوصول إلى جمهور أوسع، مما جعل التسويق الفني أكثر سهولة وانتشارا، كما ساهمت في تنويع الأساليب الفني، فقد أدى ظهور الأدوات الرقمية إلى انتشار فنون جديدة، مثل الرسم ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد والخوارزميات، ممّا أضاف أبعادا إبداعية جديدة إلى المشهد الفني.
أما بالنسبة للجانب السلبي للتكنولوجيا في الفن، فإنه ورغم الفوائد الكبيرة التي جلبتها التكنولوجيا، إلا أنها أدت أيضا إلى ظهور تحديات أثرت على بعض الفنون التقليدية، مثل سهولة استنساخ الأعمال الفنية، فقد أصبح بإمكان أي شخص استخدام برامج التصميم لإنشاء أعمال فنية، مما قلل من قيمة الإبداع اليدوي.
وانعكس تأثير الطباعة الرقمية على الفنون التقليدية، حيث أدت الطباعة الحديثة إلى تراجع دور الخطاطين، بعد أن كانت الكتب والمجلات واللافتات تكتب يدويا، وحلت التكنولوجيا محلهم إلى حد كبير.
واعتبر المتحدث أيضا أنها أدت إلى ضعف الارتباط بين الفنان والجمهور، فعلى الرغم من انتشار الفن الرقمي، إلا أن الجمهور لا يزال يفضل اللوحات التقليدية التي تحمل بصمة الفنان ولمسة الريشة.
وعن مكانة الفن الرقمي في الجزائر، قال الفنان التشكيلي محمد الصادق خميس أنه رغم التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده، إلا أن الفن الرقمي في الجزائر لم يحقق بعد المكانة التي حققها الرسم التقليدي، حيث لا يزال الأخير يحتفظ بقيمته كفن ينبعث منه الإحساس وروعة الألوان الزاهية التي تجذب الأنظار، مؤكدا أن رغم ما يتيح الفن الرقمي من تقنيات متطورة، إلا أنه يظل محصورا بحدود البرامج المستخدمة، في حين أن إبداع الفنان التقليدي لا تحده قيود.
ومع ذلك، اعتبر أن الفن الرقمي أحدث تأثيرا في بعض مجالات الفنون التشكيلية، مثل انتشار الجداريات ثلاثية الأبعاد التي لم تكن معروفة من قبل، ما يشير إلى قدرة التكنولوجيا على تغيير شكل الفن وإضافة عناصر جديدة إليه، مضيفا أن الفن الرقمي يبقى جزءا من التطور الطبيعي للفنون البصرية، لكنه لن يتمكن من أن يأخذ مكان الفن التقليدي أو يمثل بديلا عنه، فبينما توفر التكنولوجيا أدوات جديدة تسهل الإبداع والتواصل، يظل العمل اليدوي هو الأكثر جذبا للجمهور، ويبقى السؤال هنا مفتوحا: هل يمكن للفن الرقمي أن يصل يوما إلى نفس التأثير العاطفي الذي تحمله اللوحات التقليدية؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025
العدد 19733

العدد 19733

الإثنين 24 مارس 2025