يشكل إحياء شهر التراث بولاية المدية، في ظل الحجر الصحي وجائحة كورونا، هذه المرة، فرصة لطرح العديد من المواضيع عبر العالم الافتراضي، في برنامج ثري سطره القائمون على بوابة تراث المدية، والذي تناول اول عدد منه موضوع «علماء الدين»، الذي سمح باستذكار علماء الولاية وأعلامها الأحياء منهم والأموات والتعريف بانجازاتهم وفكرهم ومسيرتهم الحافلة بالإنجازات.
أكد أحمد مربوش، رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة، المشرف على بوابة التراث بالمدية، أن سبل الحفاظ على التراث كثيرة والقوانين والتقنيات المستحدثة لهذه الغاية متعددة، إلا أن العنصر الأهم، هو المجتمع باختلاف أطيافه ومشاربه، فتمسكه وافتخاره بموروثه يمثل ضمانا لديمومته وبقائه ونكرانه وجهله له سوف يسرع، لا محالة، في زواله واندثاره.
لعل في وقتنا الراهن، يضيف مربوش، «وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد»، فإن الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي، على كثرتها، والتي عرفت رواجا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، تمكننا من ضمان استمرارية الفعل الثقافي وإيصاله إلى البيوت دون عناء التنقل، فبواسطتها ونظرا للتسهيلات التي توفرها يمكن إلقاء محاضرات تفاعلية عبر الانترنت، تعالج من خلالها قضايا تراثية، نقوم معتمدين عليها بحملات توعية وتثقيف بالإضافة إلى تنظيم أيام دراسية».
وأوضح مربوش في سياق حديثه، أنه «يمكننا أيضا القيام بجولات استكشافية تراثية لمعالم ومواقع أثرية عن طريق تقنية ثلاثية الأبعاد الافتراضية أو إعادة تركيب فيديوهات وصور أرشيفية على شكل وثائقي، مع التركيز على جوانبه الفنية وإبراز خصوصياته التاريخية الأثرية، تكون مدعمة بشروحات علمية. كما يمكن أيضا تدوينها واستحداثها على شكل كتيبات رقمية تنشر وتنقل من خلالها شهادات حية وحقائق مرئية، أو عن طريقه أيضا وبطريقة تفاعلية، نشر كل ما له علاقة بتراثنا الحي، كالعادات والتقاليد، والمعارف والمهارات التي كانت سائدة، والعلوم والفنون والحرف وأساليب الاحتفالات والشعر والغناء وحتى اللهجات البائدة، فهذه الطريقة التشاركية التي تهدف أساسا إلى تنويع مناهل المعلومات، بغرض تمحيصها وتعميق معارفنا حولها، ثم العمل على جردها بغية الإبقاء عليها، ونشرها ونقلها إلى الأجيال القادمة».
جولات سياحية افتراضية لمعالم الولاية
وكشف محدثنا في الختام قائلة، إنه ومواكبة لتعليمات الوزارة الوصية، «سنقوم كمديرية الثقافة والبوابة التي تتقاطع فيها مع إطارات القطاع، بعرض فيديو لجولة سياحية أثرية لمعلم تاريخي، وموقع أثري كعمل ميداني مجسد لمعلم أشير «قصر زيري ومنزه بنت السلطان» بقصد دعوة المهتمين بالتراث والمتتبعين للحساب للتمتع برحلة تراثية من بيتهم، كما سنسعى بذلك لتزويدهم بمعلومات تاريخية حول هذا الموقع وتحسيسهم بمدى أهميته التاريخية ليس على مستوى المدية، وإنما الجزائر بأكملها من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، سيما وإنها تعد أول عاصمة أسسها السكان المحليون (الجزائريون) امتدت أطرافها لتشمل إفريقيا (تونس) جزء من والمغرب الأقصى (فاس وطنجة) والمغرب الأوسط(الجزائر) وثاني دولة إسلامية بعد الدولة الرستمية، فضلا عن انه سيتم أيضا تتويج هذا العرض بإصدار كتيب يوثق لهذه «الخرجة» التراثية الافتراضية.