تخصص جمعية «زهرة الأمل» الثقافية، حيزا كبيرا من برنامجها السنوي لفئة الأطفال من خلال مشاركتهم مختلف مناسباتهم وأعيادهم، لما لهذه الشريحة من أهمية كبيرة في المجتمع، بحسب ما أفادت به رئيسة الجمعية الأستاذة أمال بكاي في تصريح لـ «الشعب»، خاصة في السنوات الأخيرة أين «احتلت» الألعاب الالكترونية قلوب وعقول الأطفال وحولتهم إلى مجرد متلقين سلبيين، تضيف بكاي.
أشارت المتحدثة إلى أن جمعيتها بصدد التحضير لبرنامج ثري لعطلة الربيع القادمة، سيكون ثريا بالألعاب والأنشطة الفنية والرياضية المتنوعة، ليستمتع بها البراعم في عطلتهم الربيعية، بهدف إبعادهم قليلا عن مخاطر الألعاب الالكترونية، حيث ستكون التظاهرة فرصة لتنظيم عديد الورشات في الرسم والأشغال اليدوية والموسيقى والمسرح للأطفال المشاركين، وكذا ألعاب التسلية والترفيه ومسابقات ودورات مختلفة.
وأضافت أمال بكاي، بخصوص ضرورة «إنقاذ» البراءة من شبح التكنولوجيا، خاصة في ظل غياب موجهين للأطفال، «أن الألعاب الإلكترونية تقدم خدمات جليلة لا أحد ينكرها بالنسبة للأطفال، على غرار تعزيز الذكاء والمهارات المعرفية لديهم وجعلهم يستكشفون كل جديد في العلوم، غير أنها تبقى خطيرة في حال بالغ الأطفال في استعمالها أو التعرض لها».
وصفت بكاي تلك الألعاب بالشديدة الخطورة، لكونها تروج – بحسب شكاوى بعض الأولياء - للعديد من الأفكار العنيفة والمتطرفة بين النشء، مؤكدين أن الرقابة الأسرية غائبة، كون الأولياء خاصة الأم تعمل وتقضي أغلب يومها خارج المنزل، وهي خط الدفاع الأول عن الأبناء، مشددة على ضرورة تفعيل الحملات التحسيسية والتوعوية في هذا المجال وهو ما يقع على عاتق فعاليات المجتمع المدني بالولاية باتنة، التي بدأت تهتم بهذا الجانب، تضيف بكاي.
واعترفت بكاي، التي تعمل أيضا كفنانة تشكيلية لها عديد اللوحات التي شاركت بها في مختلف المعارض، أنها تحرص على محاكاة واقع الطفولة في لوحاتها، وذلك ما دفعها إلى استحداث ورشات، بالتنسيق مع دار الثقافة، في الرسم يؤطرها أكفاء وتخرج منها عدة فنانين وفنانات صغار في الرسم والعمل على صقل المواهب وتشجيعها على الإبداع الفني وإبراز أهمية الفن التشكيلي بالنسبة للفرد والمجتمع.
والخطير في عالم التكنولوجيا بالنسبة للأطفال، بحسب بكاي، هو العزلة التي تعيشها الطفولة داخل غرف منازلهم دون أي نوع من الرقابة، وهي التي تقودهم إلى الألعاب الإلكترونية والإدمان عليها وما تتضمنها من مخاطر، مشيرة إلى أن انشغال الأولياء في دوامة العمل أضعف دورهم الرقابي.