استحوذت التكنولوجيا على معالم حياتنا المجتمعية بشكل ملفت للانتباه وعلى الرغم من إيجابياتها الكثيرة، إلا أن تأثيراتها السلبية، خاصة على الأطفال، تعد أكبر هاجس بالنسبة للأولياء.
من هذا المنطلق، يبدي الكثير من الأولياء وعيا بخطورة الزحف التكنولوجي وسيطرته على مختلف المجالات الحياتية، بما فيها نشأة الطفل. لذا أضحى التوجه إلى ملء وقت الطفل بأنشطة ذات فائدة أكثر من ضروري، بحسب ما أكده بعض الأولياء الذين تحدثنا إليهم. ويفضل الكثير منهم انخراط أبنائهم في نواد مختلفة الأنشطة، على غرار القراءة والمطالعة والمسرح والرسم وكذا النوادي المتخصصة في البيئة التي تتيح المكتبات، دور الثقافة والشباب للأطفال الانضمام إليها.
في ورقلة، تعتبر دار الثقافة مفدي زكرياء إحدى الواجهات الثقافية المهمة محليا والتي تستقطب عديد المرتادين والباحثين عن المتعة التعليمية والفائدة، حيث تتوفر على نواد بيداغوجية متنوعة، منها الفنون التشكيلية والموسيقى والتصوير والمسرح والتي وإن كانت موجهة لجميع الأعمار، إلا أن الطفل يحتل مكانة خاصة فيها، نظرا للإقبال الكبير لأطفال المدارس المنضمين لهذه لنواديو فضلا عن وجود ناد للطفل يهتم بهذه الفئة ويعنى باهتماماتها.
هذا ويعد دعم المقروئية والحرص على زرع حبها في نفوس الأطفال مهما جدا.في سياق متصل، سبق وأن أكدت المديرة شريفة صياغ، أن البرامج التي وضعتها الدولة في سياق استراتيجياتها الهادفة إلى تشجيع المقروئية لا يمكنها تحقيق أهدافها منفردة، حيث يجب أن يصاحبها بالضرورة وعي بأهمية المطالعة في حياة المجتمعات والذي يبدأ من الأسرة والمدرسة، معتبرة أن غرس حب القراءة والمطالعة في النفوس يبدأ من مراحل عمرية مبكرة. وانطلاقا من هذه القناعة، حرصنا - تقول المتحدثة - منذ البداية، على تضمين استراتيجية الاهتمام بالطفل وضرورة الاستثمار فيه كأولوية قصوى وهذا من خلال فضاء الطفل، حيث يتيح هذا الفضاء ورشات ثقافية للأطفال منها «ورشة القراءة والمطالعة» وذلك تحت إشراف الأستاذ البشير المزاري.وذكرت مديرة المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية محمد التيجاني، أن المكتبة الرئيسية، بالإضافة إلى المكتبات الريفية والحضرية، التي تعززت بها ولاية ورقلة، تعد إحدى أبرز الوسائل المرجو منها توسيع حركة انتشار الكتاب وتسهيل المطالعة العمومية عبر خلق هذه الفضاءات، مضيفة أن إرساء إستراتيجية دعم المقروئية المحلية يتبين من خلال عدة نشاطات هادفة إلى تشجيع المطالعة وتعزيز هذه الثقافة، من بينها خروج المكتبة المتنقلة لزيارة عدة مناطق تابعة للولاية ورقلة وتنشيط المقروئية في الفضاء المفتوح، حيث تنقلت المكتبة إلى عديد المناطق النائية، كما تم تخصيص حصص معتبرة من الكتب التي تم توجيهها إلى عدة قطاعات وبعض المكتبات البلدية وتزويدها بعدد معتبر من الكتب.