نقلت صحيفة "الصنداي تايمز" الجنوب الافريقية، شهادات مؤسفة لبعض عساكر بلادها عن معركة سقوط بانغي في يد المتمرّدين بإفريقيا الوسطى، تؤكّد الوضع المرير الذي يعيشه أطفال هذا البلد وأمثاله من الدول التي لا تعرف هدوءا أمنيا ولا استقرارا سياسيا منذ عقود.
يقول هؤلاء الجنود الذي توجّهوا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى شهر جانفي الماضي، في إطار بعثة عسكرية لجنوب إفريقيا،أرسلها الاتحاد الإفريقي لحماية الرئيس بوزيزي وحفظ السلام، أنّ ٣٠٠٠ متمرد قاموا بمهاجمتهم، وأدركوا بعد توقف إطلاق النار أنّهم قتلوا عددا من الأطفال المسلّحين الذين جنّدهم المتمرّدون، وهو ما شكّل صدمة كبيرة لهم. وقال عسكري في شهادته: ''لم نأت إلى هنا لقتل أطفال صغار...لقد كانوا يصرخون ويطلبون النجدة...لم نكن ندري أنّنا سنقاتل أطفالا مكانهم في المدرسة بدل شيء آخر''.
تحمل هذه الشهادات جرأة وحسّا إنسانيا عاليا لدى هؤلاء العسكريين، وتفضح في المقابل الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الجنرالات المتعطشين للسلطة، على حساب أجساد الأطفال الصغار والنساء والشعب الأعزل، ولم يستوعبوا بعد فكرة مفادها أنّ الأطفال مستقبل الدولة، ويجب إبعادهم عن الصراع وتوفير كل الظروف حتى وإن كانت بسيطة وبدائية لتعليمهم، لكن الزجّ بهم في الحروب الأهلية وإرغامهم على حمل الأسلحة والعيش في الأدغال الموحشة وهم دون سن المراهقة، يطيل من عمر حلقة الحرب، و يفتت كامل أركان الدولة.
إنّ استمرار هذه الممارسة التي تدرج ضمن الجرائم ضد الانسانية والبراءة، تستوجب تحركا حازما من الأمم المتحدة والمنظمات الإفريقية الرسمية، ولا تكتفي فقط بعقوبات منع السفر وتقليص استيراد السلاح على القادة الجدد، ويجب عليها وضع كل الآليات الضرورية لحماية الأطفال ومنع الزج بهم في دوائر العنف وماكينة الموت الرهيبة .
أطفال في قلب المـعـــارك
حمزة .م
شوهد:791 مرة