أكدت حركة حماس، أمس السبت، على جاهزيتها للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذرة من عنجهية رئيس الوزراء الصهيوني التي تسببت في مقتل عدد من أسرى الاحتلال.
جاء التأكيد في بيان أصدرته الحركة، بالتزامن مع إنجاز الفصائل الفلسطينية عملية تبادل 6 أسرى صهاينة، هي الدفعة السابعة لعملية تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقالت حماس: “نؤكد جاهزيتنا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، واستعدادنا لإتمام عملية تبادل شاملة، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للاحتلال الصهيوني”.
واعتبرت أن “إنجاز المقاومة عملية التبادل لستة أسرى أمس، يؤكد مجددا التزامها بالاتفاق”، مشيرة إلى مواصلة الاحتلال في المقابل المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق.
وأضافت: “بات واضحا للجمهور الصهيوني أنهم إما أن يستقبلوا أسراهم في توابيت كما جرى يوم الخميس، بسبب عنجهية نتنياهو، أو أن يحتضنوا أسراهم أحياء التزاما بشروط المقاومة”.
وعليه، حذرت حماس الاحتلال من محاولات التنصل من الاتفاق، مجددة التأكيد على أن “الطريق الوحيد لعودة الأسرى إلى ذويهم هو عبر التفاوض والالتزام الصادق ببنود الاتفاق”.
وأفادت بأن “منع الاحتلال سفر عائلات الأسرى المبعدين يكشف همجية العدو وانتهاكه لكل المواثيق الإنسانية، ويؤكد هزيمته أمام إرادة شعبنا ومقاومته”.
وفي السياق، وصفت الحركة مشهد تسليم الأسرى الصهاينة أمس بأنه “وطني مهيب، ويعكس وحدة شعبنا وفصائلنا، بينما يعيش الاحتلال حالة من التشظي وتبادل الاتهامات”، في إشارة منها للسخط الصهيوني الداخلي بعد تسلم الكيان جثامين أسرى فقدوا حياتهم بسبب القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة.
وشدّدت حماس في بيانها على أن محاولات نتنياهو للهروب من هزيمة جيشه في غزة بارتكاب المجازر في الضفة الغربية المحتلة “لن تكسر إرادة شعبنا ومقاومته”.
وتابعت: “إن شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وعلى رأسها كتائب القسام، سيواصلون طريق المقاومة والنضال، دفاعا عن الأرض والمقدسات وحتى التحرير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار بغزة، سلمت “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة حماس، 19 أسيرا صهيونيا ضمن 6 دفعات تبادل، إلى جانب 4 جثامين ضمن الدفعة السابعة.
أسير صهيوني يقبّل رأس مقاومين
هذا، وقد سلّمت المقاومة الفلسطينية في غزة، أمس، للصليب الأحمر الدولي، 6 أسرى صهاينة، وجرت عملية التسليم الأولى لأسيرين في رفح جنوبي قطاع غزة، على مرمى حجر من وجود الجيش الصهيوني، حيث رفعت المقاومة لافتة على مسرح التبادل كُتب عليها: “نحن الطوفان، نحن البأس الشديد”.
وخلال عملية التبادل في رفح، انتشر مئات المقاومين من عناصر القسام في ساحة الإفراج عن الأسرى، كما وضعت المقاومة على المنصة 6 قطع من الأسلحة الصهيونية التي اغتنمتها القسام خلال عملية طوفان الأقصى”.
أمّا العملية الثانية فجرت في النصيرات وسط قطاع غزة، أمام لافتة كُتب عليها: “الأرض تعرف أهلها.. من الأغراب مزدوجي الجنسية”، حيث تمّ الإفراج عن 3 أسرى صهاينة آخرين، وقد قام أحدهم بتقبيل رأسي إثنين من عناصر القسام. في حين سلّمت كتائب القسام الأسير هشام السيد دون إقامة مراسم رسمية، احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل.
ونقل عن مصادر في القسام أن الكتائب قررت عدم إقامة مراسم تسليم لهذا الأسير، في رسالة واضحة ضد حالات التجنيد التي وصفتها بالشاذة لفلسطينيي الداخل في صفوف الاحتلال، والتي ترفضها كافة القوى والفصائل الفلسطينية.
وأكدت المصادر ذاتها أن الاحتلال تخلَّى عن السيد طوال فترة أسره التي امتدت 10 سنوات، رغم أنه كان يخدم في صفوفه، ولم يعر أي اهتمام لمطالبات عائلته بإطلاق سراحه، في موقف يكشف سياسة التمييز الصهيوني تجاه الأسرى غير اليهود.
محرّرون يرفضون الإبعاد للخارج
من ناحية ثانية، قالت إذاعة الجيش الصهيوني، أمس السبت، إن 6 أسرى فلسطينيين من محرري “صفقة شاليط” المعاد اعتقالهم وكان من المفترض إطلاق سراحهم أمس “رفضوا قرار إبعادهم إلى الخارج”، ما دفع الاحتلال على الإبقاء عليهم في سجونها والإفراج عن آخرين بدلا منهم.
ولم تذكر الإذاعة الصهيونية أسماء الأسرى الستة.
ومن جهتها، أشارت مؤسسات حقوقية فلسطينية بينها مكتب إعلام الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، إلى أن 97 من الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال، أمس سيبعدون خارج فلسطين، وفق قوائم للأسرى نشرتها.
وفي وقت سابق، أعلن مكتب إعلام الأسري الفلسطينيين قائمة بأسماء 596 فلسطينيا أفرجت عنهم سلطات الاحتلال أمس بينهم 50 مؤبدا و60 من الأحكام العالية و41 من أسرى “وفاء الأحرار” (صفقة شاليط) 2011 والمعاد اعتقالهم، و445 اعتقلوا من غزة بعد 7 أكتوبر 2023.