يواصل المُسّن الفلسطيني مجدي محيسن من مخيم جباليا شمال قطاع غزة جهوده في البحث وسط ركام منزل عائلته المدمر على إثر الحرب التي استمرت لنحو 15 شهرًا، عن جثامين أشقائه الستة ونجله يوسف، الذين دمر الجيش الصهيوني المنزل فوق رؤوسهم.
قبل 80 يومًا قصفت الطائرات الصهيونية منزل عائلة محيسن، خلال العملية العسكرية الأخيرة بشمال القطاع، ما أدى لاستشهاد وإصابة جميع المتواجدين فيه، حيث بقي أفراد العائلة تحت الركام منذ ذلك الحين، دون تمكن أي جهة من الوصول إليهم.
معدّات متواضعة
وبأدوات بدائية بسيطة للغاية، يعمل المسن الفلسطيني على الوصول إلى جثامين أشقائه ونجله ويستخدم بذلك معدات بسيطة لا يمكن أن تساهم في نجاح مهمته الصعبة، علاوة على أنها تسببت له بجروح وكدمات في مختلف أنحاء جسده.
وقال محيسن، إنه بدأ في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بجهود إزالة ركام منزل العائلة المدمر والبحث عن جثامين أشقائه ونجله يوسف”، لافتًا إلى أنه تمكن بعد هذا العمل الشاق من انتشال أجزاء من نجله.
وأوضح محيسن أن “العمل شاق للغاية ويتم بصعوبة كبيرة، وأقوم بذلك بمساعدة متطوعين من المنطقة التي أسكن فيها وأبناء العائلة”، مؤكدًا أنه مستعد للعمل لأطول فترة ممكنة لضمان انتشال جثامين جميع المتواجدين تحت أنقاض المنزل.
وأضاف: “القوات الصهيونية قصفت المنزل وأسقطته فوق رؤوس الجميع، ومن واجبي أن أعمل على تكريمهم ودفنهم بالشكل الذي يليق بهم. لا أقبل أن أتركهم تحت تلك الأنقاض”، مشددًا على أنه سيواصل العمل حتى انتشال جميع الجثامين.
وأشار إلى أن “جثمان ابنه الذي عثر عليه كان عبارة عن أشلاء متناثرة تحت ركام المنزل المدمر، وفي مناطق متفرقة منه”، مؤكدًا أن جميع المنازل بالمنطقة السكنية يتواجد تحتها جثامين لضحايا الحرب من المدنيين والمسالمين.
وتابع: “كحال الآلاف من السكان رفضنا النزوح والخروج من منازلنا، وكنا نتنقل من بيت لآخر في المخيم بالرغم من الدمار والقصف الشديدين، وانقسمنا لمجموعات لكيلا نُمسح جميعنا من السجل المدني”، مستكملًا “قدر أخوتي ونجلي يوسف أن يضحوا بأنفسهم لنجاة جميع أفراد العائلة”.
وبيّن المسن الفلسطيني، أنه “لا يتوفر على أي معدات أو طواقم فنية للعمل من أجل انتشال الضحايا من تحت ركام المنازل المدمرة، وأن أسطح الاسمنت المسلح التي سقطت على الجثامين تحتاج لمعدات قوية ومتطورة من أجل إزالتها”، مؤكدًا أنه بالرغم من الصعوبات إلا أنه لن ييأس من مواصلة البحث عن الجثامين.
وقال إنه نصب خيمة إلى جوار المنزل المدمر ويبدأ عملية البحث من الساعة السادسة صباحًا وحتى ساعات متأخرة من الليل”، مشيرًا إلى أن المجهود الذي يبذله شاق للغاية لكنه لا يُذكر أمام هدفه المتعلق بتكريم أخوته ونجله ودفنهم بشكل لائق.