تضعها علـى عتبـة الدول الناشئة

الجزائر المزدهـرة..بدايـة استلام المشاريع العملاقة

آسيا قبلي

 أكّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أنّ الجزائر وصلت مرحلة إنجاز المشاريع العملاقة، ما يضعها على طريق الصعود لتكون دولة ناشئة على المدى المتوسط. ولا تتوقّف هذه المشاريع على محطات، بل هناك أخرى وضعت البلاد في الريادة القارية والإقليمية، فيما تتواصل الأشغال بورشات كبرى ستغيّر نموذج الاقتصاد الوطني كليّا.

 قطعت الجزائر بفضل المشاريع الضخمة، سواء الاقتصادية أو الحضارية أو الترفيهية، وتعزيز الأمن المائي، وسرعة الإنجاز واحترام الآجال، أشواطا كبيرة مكّنتها من وضع قدمها على عتبة الدول الصاعدة، وفرض نفسها تدريجيا على الساحة الدولية، خلال السنوات القليلة القادمة، مع استمرار وتيرة التقدم المسجّلة.

صرح دينـي متفـرد

 من أهم المشاريع وأضخمها التي دخلت حيّز الخدمة، بفضل حرص ومتابعة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، جامع الجزائر الأعظم الذي دشّنه يوم 25 فيفري 2024، ليكون مركز إشعاع روحي، وصرح ديني وعلمي وثقافي وسياحي بامتياز، لإحداث تأثير ديني وعلمي على الصعيدين الوطني والدولي، وتطوير السياحة الدينية وتشجيعها.
ويضمّ هذا الصرح العملاق عددا من المرافق منها دار القرآن وهي عبارة مدرسة عليا لدراسات الدكتوراه وتكوين العلماء فــي تخصّصات علوم الدين والشرِيعة، والعمارة الإِسلامية، ومكتبة جامع الجزائر: الموجهة لمرافقة الباحثين والطلبة في مختلف هذه التخصُّصَات العلمية قوامها مليون كتاب، إضافة إلى المركز الثقافي الذي يضمّ مجموعة من القاعات الفَخمة للمؤتمرات والندوات والمعارض الفنية والمشغولات اليدوية، ومنارة جامع الجزائر وهي الأعلى في العالم بارتفاع 265 مترا.
ويعد جامع الجزائر من بين المساجد الأكبر والأضخم عبر العالم، فهو ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو أكبر مساجد إفريقيا، بمساحة تبلغ 400.000 متر مربع، يضم مسجدا ضخما للصلاة، يسع لـ 32000 مصلّ، وتصل طاقة استيعابه إلى 120 ألف مصلّ. وبلغت تكلفة إنجاز الجامع بجميع مرافقه، 898 مليون يورو، بحسب ما أعلنته وزارة المالية في وقت سابق.

ملاعـب بمقاييـس عالميـة

 تم خلال السنوات الخمس الماضية الانتهاء من إنجاز أربعة ملاعب جديدة وتم تدشينها من طرف رئيس الجمهورية، وهي ملاعب صمّمت بمقاييس عالمية، تمكّنها من احتضان منافسات قارية وعالمية، ما يجعل الجزائر مستعدة لتنظيم أي حدث على هذين المستويين، كما تتّسع الملاعب المنجزة وهي “ملعب نيلسون مانديلا” ببراقي، و«علي عمار” بالدويرة، و«ميلود هدفي” بوهران، وملعب “حسين آيت أحمد” بتيزي وزو، لنحو 40 ألف متفرّج لكل منها، باستثناء ملعب تيزي وزو الذي تصل طاقة استيعابه إلى 50 ألف مقعد. هذه الصروح الرياضية، وضعت الجزائر على رأس البلدان القارية، الأكثر جاهزية لاحتضان البطولات والمنافسات الدولية، ومكّنتها من طي سنوات من مطاردة حلم امتلاك بنى تحتية بمعايير دولية.

السّكة الحديديـة..رافد التنميـة

 وعلى صعيد تطوير وسائل النقل التي تعود بالإيجاب على مخطّطات التنمية، أكّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في وقت سابق، “أنّ تطوير النقل بالسكك الحديدية يشكّل أحسن ضمانة للتنمية في البلاد”، وعليه تعمل القطاعات المعنية في هذا الإطار على مدّ خطوط للسكك الحديدية على مسافة 15 ألف كيلومتر في مختلف الاتجاهات داخليا لربط مختلف جهات الوطن ببعضها، وإقليميا باتجاه ليبيا ومالي والنيجر.  وقد خصّصت الجزائر مبلغ 8 مليارات دولار لبرنامج تطوير السكك الحديدية وتوسيع الشبكة الداخلية، لعلّ أهمها خط بشار- تندوف - غار جبيلات، نظرا لمردوديته الاقتصادية المرجوة بعد إنهاء الأشغال، ويمتد الخط على مسافة 950 كلم، ومن المقرّر تسليمه نهاية 2026، أو بداية 2027، حيث من المتوقّع أن تبلغ إيراداته السنوية بين 10 و14 مليار دولار سنويّا.
بالموازاة مع ذلك يتم إنجاز خطوط دولية من أقصى شمال الجزائر إلى أقصى الجنوب على الحدود مع دول الجوار، ويتعلّق الأمر بخط الجزائر العاصمة إلى حدود النيجر على مسافة 2439 كيلومترا، مرورا بتمنراست. حيث كشفت وكالة “أنسريف” عن إنهاء الدراسات لإنجاز 801 كلم من خط السكة الحديدية للخط المذكور، بينما انطلقت أشغال إنجاز باقي المسافة، وينطلق هذا الخطّ من الجزائر العاصمة مرورا بولايات البليدة والمدية والجلفة والأغواط وغرداية، ووصولا إلى المنيعة وعين صالح وتمنراست وعين قزام. ويربط الخط الثاني وهران إلى حدود مالي على مسافة 2480 كيلومترا، وخط ثالث بين ميناء جنجن في ولاية جيجل إلى الحدود الجزائرية - الليبية على مسافة 2275 كيلومترا، ويمرّ بكل من قسنطينة وسكيكدة وأم البواقي وكذا باتنة، وبسكرة، والمغيّر، وتقرت وورقلة، ويتضمّن 62 محطة.

كسـب رهان الأمـن المائي

 كسبت الجزائر معركة الأمن المائي من خلال إنجاز خمس محطات كبيرة لتحلية مياه البحر. ويهدف إنجاز هذه المحطّات الجديدة، إلى رفع نسبة تزويد المواطنين بالمياه الشروب، انطلاقا من تحلية مياه البحر إلى نسبة 60 بالمائة، بنهاية 2030، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في إطار مساعي تحقيق الأمن المائي، وتقليل الاعتماد على المصادر الطبيعية للمياه. وقد خصّصت الدولة 2.4 مليار دولار، لبرنامج تحلية مياه البحر بالنسبة للمحطات الخمس الجديدة، بقيمة 420 مليون دولار تقريبا لكل محطة، وتبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية المعتبرة للمصانع الخمسة بـ 1.5 مليون متر مكعب يوميّا. وتسعى الجزائر بعد كسب رهان الإنجاز في الآجال المحدّدة، إلى رفع تحد آخر وهو إنجاز محطات تحلية أخرى بسواعد جزائرية ومعدات مصنّعة محليّا مائة بالمائة، ومن أجل ذلك تم فتح تخصّصات على مستوى أربع جامعات، لتكوين مهندسين متخصّصين في تقنيات تحلية مياه البحر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19706

العدد 19706

السبت 22 فيفري 2025
العدد 19705

العدد 19705

الخميس 20 فيفري 2025
العدد 19704

العدد 19704

الأربعاء 19 فيفري 2025
العدد 19703

العدد 19703

الثلاثاء 18 فيفري 2025