أشار مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، إلى أنه لا يرى نهاية سريعة للحرب في هذا البلد، واعتبر أن تسليح جماعات المعارضة السورية ليس هو الحل. وقال الإبراهيمي في مقابلة مع القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية، إن الوضع في سوريا سيء للغاية ويزداد سوءاً، والكارثة الإنسانية المتفاقمة تخرج عن نطاق السيطرة مع فرار آلاف السوريين من القتال المتصاعد في بلاد الشام.
وأضاف أنه لم ير أي تحسّن، ويعتقد أن طرفي النزاع ما زالا يعتقدان بأن النصر العسكري ممكن ما يجعل حدة القتال تزداد وتتوسّع، لكنه يرى أنهما غير قادرين في الوقت الراهن على حل المشكلة بنفسيهما، معتبراً أن تسليح المعارضة السورية ليس الطريق لإنهاء النزاع، لأنه سيؤدي في اعتقاده إلى ضخ المزيد من الأسلحة ولن يحل المشكلة.
وشدد الإبراهيمي على أن الدور الرئيسي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي خلال هذه المرحلة في سوريا هو محاولة التوفيق بين الأطراف لإيجاد وسيلة لإنهاء الحرب عن طريق التفاوض، محذراً من أن الوضع على الأرض في سوريا سيء للغاية ويزداد سوءاً مع مرور الوقت.
ويأتي تخوف الابراهيمي وتحذيره من تسليح المعارضة السورية مع تشديد روسيا معارضتها الحازمة لمنح مقعد سوريا في الأمم المتحدة للمعارضة.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ان منح مقعد سوريا للمعارضة سيقوض سمعة الامم المتحدة، مجددا تنديد موسكو بجامعة الدول العربية التي منحت مقعد سوريا فيها لممثلي المعارضة المسلحة.
وكان معاذ الخطيب ـ رئيس الائتلاف السوري المعارض ـ دعا في كلمة له الثلاثاء في قمة جامعة الدول العربية في الدوحة ما وصفها الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدة ائتلافه على تولي مقعد سوريا في الامم المتحدة والمنظمات الدولية.
وأورد دبلوماسيون أن دولا عربية تحضر لحملة من أجل منح مقعد سوريا في الأمم المتحدة للمعارضة، لكن بكل الأحوال لا يمكن أن يحدث أي تغيير قبل الجمعية العامة المقبلة للامم المتحدة في سبتمبر. وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القرارات التي تم تبنيها في الدوحة تعني أن الجامعة تخلت عن التسوية السلمية والاعتراف بالائتلاف الوطني للمعارضة السورية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري يقوض كافة جهود التسوية بما فيها جهود الجامعة العربية.
واعتبر لافروف بالتالي أن وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا لخضر الابراهيمي لن يتمكن من متابعة مهمته. وميدانيا، أوقع سقوط قذيفة هاون على كلية الهندسة المعمارية في دمشق مقتل ١٥ طالبا.
هذا وفيما تحدثث مصادر عن بحث الولايات المتحدة الأمريكية إمكانية فرض منطقة حظر جوي على سوريا بزعم مساندة التسوية السلمية للنزاع هناك، وفيما أعلن قائد القوات الأمريكية في أوروبا الأميرال جيمس ستافريديس أن بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) يعدون خطة للعمليات العسكرية لوقف النزاع الدموي في سوريا المستمر منذ سنتين، وتقديم الدعم للمعارضة ومن بينها استخدام الطيران لفرض منطقة حظر جوي في سوريا، شددت المفوضة العليا للأمن والعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون على الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لعملية سياسية توقف إراقة الدماء والدمار في سوريا وتطلق حوارا بين النظام والمعارضة يقود إلى حل سلمي للنزاع.