ثـروات هــائلــة تنتظر الاستغلال

حمزة محصول

تؤكد التقارير الاقتصادية الصادرة عن الهيئات الدولية الرسمية وغير الرسمية، أن باستطاعة السودان أن يكون سلة للغذاء العربي، لما يملكه من أراض خصبة واسعة وثروة مائية ومعدنية هائلة، يجري البحث الأمثل عن استغلالها لتحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية  للسودانيين والعرب بصفة عامة. لكن الاضطرابات السياسية والأمنية، تصعب من تحقيق هذا الهدف الذي أصبح عند كثيرين بمثابة الحلم.
وفقد السودان جزءا مهما من إمكاناته الاقتصادية بعد الانفصال، خاصة الثروة النفطية، التي توجد النسبة الكبرى منها في ارضي الجنوب، وكان لذلك تداعيات أثرت بشكل واضح على الموازنة العامة للخرطوم، علما أن هذه التداعيات كانت محسوبة قبل استفتاء تقرير مصير الجنوب، وتم توقع خروج نصيب حكومة السودان من عائدات بترول الجنوب، والتي تساوي حالياً حوالي ٨٠ ٪ من كل عائدات البترول التي كانت في السابق، و تسبب هذا النقص الكبير في كثير من المشاكل الاقتصادية.
إضافة إلى أن الاضطرابات، التي لازالت مستمرة ولو بدرجة اقل  مما كانت عليه، أبقت على الحالة المتردية للوضع الاقتصادي، وعطلت فرص الاستثمار الأجنبي في البلاد و ألغيت الكثير من المشاريع المبرمجة، وبقيت أخرى حبرا على ورق كما حدث مع كثير من مشاريع الاستثمار العربي.
وكان التخوف الأكبر من عدم قدرة الحكومة على الوفاء بتعهداتها الداخلية تجاه تعمير وتأهيل وتنمية مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان، لأنه سيؤدي إلى تفاقم  بعض المشكلات والاحتقانات السياسية التي تحركها مطالب التوزيع العادل للثروة، ويوجد إلى جانب كل هذا ضغوط الديون الخارجية.
وفي ظل هذه المعطيات، تراجعت جهود استغلال القدرات الطبيعية، أمام الوضع المضطرب، الذي يطيل تحريك عجلة التنمية، ويعطل استفادة القطر العربي من فرص الاستثمار، رغم أن الحديث عن الأمن الغذائي العربي لا يتوقف في كافة المؤتمرات والمحافل. ويؤكد الخبراء على أن  تضييق الفجوة الغذائية العربية يتطلب من الدول التعاون والتعامل وسن التشريعات والقوانين التي تدفع المستثمرون للاتجاه بقوة نحو الاستثمار الزراعي  بدل التركيز على القطاع الخدماتي. وأن العجز الذي تعاني من الدول العربية في محاصيل الحبوب ينتظر سده عبر المزيد من الاستثمارات الزراعية في السودان.
استمرار تباطؤ خطوات العمل الاقتصادي العربي المشترك في السودان، سيبقي باب التنافس مفتوحا بين القوى الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعمل كل ما بوسعها لقطع الطريق أمام الصين وبعض الدول الاسياوية الصاعدة  التي ترى في هذه الدولة وكامل إفريقيا مستقبل أمنها الاقتصادي وحتى القومي، وتملك الدول العربية كل الوسائل المادية والبشرية لأخذ نصيبها المستحق والمفروض من السودان، وتنويع اقتصادها القائم على مدا خيل المحروقات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024