يرى الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، بن عمر بن جانا، أن مشاركة تشاد في حرب مالي، جاءت نزولا عند رغبة فرنسا، وستحاول استثمار ذلك في الجانب السياسي، خاصة من طرف الرئيس إدريس ديبي، ويعتبر، أن هذا الجيش يملك خبرة في العمليات القتالية، لكنه لا يختلف عن باقي الجيوش الإفريقية.
الشعب: أثار دخول الجيش التشادي، معترك الحرب في مالي، وهو ليس طرفا في البعثة الدولية (مسما)، الكثير من التأويلات، خاصة بعد أن نسبت إليه بعض العمليات النوعية، ماهي خلفيات هذه المشاركة برأيكم؟
بن جانا: في اعتقادي، أن تواجد تشاد ضمن المربع الفرنسي في المنطقة، الذي يشمل الدول الفرنكوفونية، مثل بوركينافاسو، وموريتانيا، وبلدان غرب إفريقيا، دفعها إلى المشاركة في هذه الحرب نزولا عند رغبة فرنسا التي تملك نفوذا واسعا، ووظفت كغطاء لقواتها بعد أن احتلت مواقع متقدمة في كل المعارك، وهو ما جعلها تتكبد اكبر الخسائر البشرية، منذ بداية الحرب وإلى غاية الآن، وقد عمدت فرنسا إلى نسب العديد من العمليات البرية لتشاد، وتكون هي في الخلف.
@ماهي أهم المكاسب التي تريد تشاد تحقيقها من هذه الحرب؟
دائما ما يكون الجانب الأمني في يد الجانب السياسي، ويتم توظيفه بشكل فعال، وقد حقق الرئيس التشادي إدريس ديبي، الكثير من المكاسب السياسية، على الصعيدين الداخلي والإقليمي، وأصبح لديه الآن دعم فرنسي ودولي أقوى مما كان عليه الحال سابقا، خاصة وان رؤساء دول هذه المناطق يعتمدون على الدعم الخارجي، كما حدث في ساحل العاج عندما تدخلت فرنسا لإزاحة غباغبو وتعيين الرئيس الحالي، الحسن وتارا، ويظهر ديبي متحمسا جدا، وكأنه هو بطل الحرب، خاصة لما أعلن عن مقتل قياديي الجماعات الإرهابية على مرتين، رغم أن ذلك لم يتأكد لحد الآن، ومن خلال تصرفاته يريد أن يكون في واجهة الأحداث، ويستثمر هذا، داخليا للرد على خصومه السياسيين، وزيادة التأييد الشعبي.
بات الجيش التشادي يصور على أنه أقوى الجيوش الإفريقية بمالي، هل يملك قوة فعلية أم أنها مجرد دعاية؟
هذا الجيش خاض عدة نزاعات حدودية مع الدول المجاورة له، وهذا ما أعطاه نوعا من التجربة والخبرة في العمليات القتالية، لكن من ناحية التكوين والتنظيم والوسائل الحربية، فهو لا يختلف عن باقي الجيوش الإفريقية الأخرى، والكل على علم ان الحرب في مالي تحتاج إلى عتاد وإمكانيات ضخمة، ويعود الفضل في النتائج المحققة على الأرض إلى القوات الجوية الفرنسية، وإلا فان الأمور كانت ستسير بشكل آخر، لأن مساحة القتال عبارة عن صحراء وتمتاز بتضاريس صعبة للغاية.
الخبير في الشؤون الأمنية بن عمر بن جانا لـ«الشعب»:
الجـيش التشادي لا يختلف عـن باقي الجـيوش الإفـريقيـة
حاوره: حمزة محصول
شوهد:2080 مرة