أعلنت السلطات الفنزويلية، مساء أول أمس، وفاة الرئيس، هوغو تشافيز، عن عمر يناهز ٥٨ سنة، بمستشفى عسكري، بالعاصمة كركاس، بعد صراع مع مرض السرطان دام عامين، وقال نائب الرئيس الفنزويلي «نيكولاس مادورو» لدى إذاعته بيان الوفاة على التلفزيون الرسمي «أن خبر وفاة تشافيز كان الأشد إيلاما».
انتهى المشوار السياسي، للزعيم الإشتراكي، هوغو تشافيز، بعد ١٤ عاما من الحكم، فاز بولاياته الرئاسية الثلاث، بطريقة ديمقراطية نزيهة، حاول بذل كل ما بوسعه لإرساء العدالة الاجتماعية، ومساعدة الشعوب الضعيفة الخاضعة للهيمنة، في كامل أنحاء العالم، خاصة في أمريكا الجنوبية وإفريقيا. عرف بجرأته وشخصيته القوية، التي كان ينظر إليها الغرب على أنها تحد له، لكنه في الأصل ذلك الزعيم والقائد الثوري، الذي يعرف مصلحة شعبه والشعوب الصديقة ويناضل من أجلها، ولايتواني في أي محفل أو مناسبة، من التنبيه إلى مخاطر الليبرالية الجديدة المتوحشة، التي تسعى لنهب ثروات البلدان النامية والسائرة على طريق النمو، ذلك أنها تقضي على كل أمل في تحقيق التطور والتقدم بناءً على عدالة اجتماعية محضة، تضمن التوزيع العادل للثروات.
وحث القائد الرئيس، «هوغو تشافيز فرياس»، وهو اسمه الكامل، في رسالته الأخيرة للدول الإفريقية، على الاتحاد وتوثيق التعاون، لأنه السبيل الأوحد للخروج من بوتقة الفقر، وتحقيق أهداف التنمية، وخدمة مصالح الشعوب، لا مصالح القوى الكبرى، وقال«إذا لم نكن شعبا واحدا وقارة واحدة، لا يمكننا أن نتوقع شيئا آخر من أنفسنا».
وشهد، لتشافيز، بعد إذاعة خبر وفاته، من خالفوه الرأي والتوجه، قبل الأصدقاء والشركاء، بسعيه الدائم نحو العدالة والتطور، وأجمعت على أن وفاته خسارة كبيرة. واعتبرت بريطانيا أن «وفاة تشافيز ترك تأثيرا دائما على فنزويلا»، وعبّرت الرئاسة الفرنسية عن تعازيها برحيله بعد معركة مع السرطان، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان له أن «الرئيس الفنزويلي الراحل، بالرغم من طبعه وتوجهاته ، كان يبدي رغبة لا يمكن إنكارها بالسعي وراء العدالة والتطور». كما عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «تعازيه لفنزويلا على رحيل رئيسها».
وأعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز كان رجلا استثنائياً وقويا يتطلع إلى المستقبل ومتطلبا إلى أقصى حد حيال نفسه على الدوام».
كما عبرت الرئيسة البرازيلية يدلما روسيف عن «حزنها لوفاة تشافيز»، معتبرةً أنها «خسارة لا تعوض لرجل عظيم في أميركا الجنوبية».
من جهتها، أعربت حكومة الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا، الذي كان حليفا مقربا من الرئيس الفنزويلي الراحل عن «الحزن العميق لوفاة تشافيز»، مؤكدة أنه كان «زعيم حركة تاريخية وثوريا يستحق الذكر».
وأعلنت الحكومة الكوبية أن «هوغو تشافيز رافق أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو مثل ابن حقيقي»، وأعلنت الحداد مدة ثلاثة أيام.أما الولايات المتحدة، فقد عبرت عن أملها في إقامة علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية الجديدة بعد وفاة الرئيس هوغو تشافيز.
ومن المواقف الخالدة للزعيم الفنزويلي، الراحل وقفه دائما مع قضايا التحرر، وساند الصحراء الغربية، وطرد السفير الإسرائيلي بعد قصف غزة عام ٢٠٠٩، وكان الرئيس الوحيد الذي زار العراق عندما كان تحت الحصار.