للوقوف على واقع الصحة وعمل المصالح الاستعجالية بولاية تيارت، التقينا بمدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مقران مختار، الذي صرّح لنا بأنه تمّ وضع خطة عمل تتعلق بتنظيم الاستعجالات الطبية انطلاقا من الاستماع المباشر للمواطنين أو عن طريق قراءة سجلات الشكاوى التفتيشية التي تقوم بها الفرق المحلية أو المركزية. وقد مكّن ذلك من تحديد النقائص وضبط الأولوية لبرنامج عمل متكامل يمسّ كل ما يخصّ العمل بالاستعجالات وقد أفضى إلى تكوين أعوان الاستقبال، من حيث التحضير النفسي للمريض ومرافقه والاستجابة لمطالبهم وتوجيههم لكون مرافق المريض غالبا ما يكون في حالة نفسية غير عادية.
وقد تمّ اختيار موظفين مؤهلين للاستقبال وتعيين أطباء نفسانيين على مستوى المصالح وتكوين أطباء وممرضين وإداريين مؤهلين، زيادة على الشروع في إعادة تأهيل الهياكل كمصلحة الاستعجالات بمستشفى فرندة الذي شهد بناء مصلحة جديدة تستجيب لتطلعات سكان دائرة يقصدها مواطنو 11 بلدية مجاورة، حيث انتهت الاشغال بها وهي تستقبل المرضى وعابري الطريقين الوطنيين رقم 90 و14 لكونها منطقة عبور من الغرب الجزائري الى جنوبه. كما انتهت الأشغال بمصلحة الاستعجالات بمستشفى يوسف دمرجي والأشغال جارية بمستشفى الرحوية.
وحسب السيد مقران، فإن العمل بالمستشفيات الكبرى بالولاية كمستشفى يوسف دمرجي بعاصمة الولاية ودوائر فرندة والسوقر وقصر الشلالة ومهدية تتطلّب تكثيف العمل والمراقبة بكونهم يستقطبون المرضى أكثر من المؤسسات الجوارية الأخرى، مما أفضى إلى تقليل الضغط على مستشفى تيارت. كما أن ولاية تيارت تتوفر على 26 نقطة مداومة ليلية ومتواصلة طيلة 24 ساعة منها 5 مستشفيات والبقية للمؤسسات الاستشفائية الجوارية والتي تتوفر جميعها على الكشف بالاشعة والتحاليل الطبية.
ولدى تطرقّه إلى الطب الجواري، قال أنه يكلف فرقا طبية تفتيشية فجائية للاطلاع على مدى تطبيق التعليمات التي تصدر من الوزارة الوصية والمسؤول المباشر للجهاز التنفيذي المتمثلة في والي الولاية.
وشدّد على الاستعجالات الطبية الجراحية بالمستشفيات لكونها الخطوة الاولى لإجراء العمليات الجراحية للمرضى، ولذلك تمّ اقتناء أجهزة متطورة كجهاز سكانير لفائدة مستشفى السوقر بعد أن كان يقتصر على مستشفى يوسف دمرجي وكذا جهاز الرنين المغناطيسي أو ما يسمى بـ»لي.ار .م» ووحدة استشفائية طبية جراحية بقصر الشلالة سيتم استلامها خلال الثلاثي الأول من العام الحالي.
وعن نقل المرضى قال مدير الصحة لولاية تيارت، أنه زيادة على توفير سيارة اسعاف لكل مؤسسة استشفائية جوارية فقد تم اقتناء 4 سيارات اسعاف طبية مجهزة متنقلة، ومن بين الاجراءات التي اتخذت فيما يخصّ تعزيز الخدمات الطبية تحيين خطط الأمن الداخلي وخطط امن الحرائق لوقاية المريض والمستخدم تحيين النظافة في المؤسسات الاستشفائية، ازالة الاعشاب المضرة بصة المريض، ومراعة لصحة المرضى تم اطلاق توأمة داخلية بين مستشفى تيارت و باقي مستشفيات الولاية في جراحة الطفولة تعزيز الطب المنزلي حيث تتنقل الفرق الطبية المختلفة الى منازل العاجزين وتقديم الطب لهم دون تنقلهم.
ولاطلاع المرضى وكافة المواطنين على سير المؤسسات الطبية تمّ إنشاء صفحات رسمية على شبكة مواقع التواصل الاجتماعي وإجراء حوارات ومقابلات بين المرضى وأهاليهم من جهة والمشرفين على المؤسسات الاستشفائية من جهة أخرى.
وخلال حديثنا مع مدير الصحة لولاية تيارت، تطرّق إلى عمليات التجهيز والمشاريع في طريق الانجاز منها الوحدة الطبية الجراحية بقصر الشلالة ومركز مكافحة السرطان الذي وضع حجر أساسه في شهر ماي المنصرم، ومركز معالجة الحروق وكذا انجاز وتجهيز مركز تصفية الدم بدائرة عين الذهب ومشروع انجاز تجهيز مستشفى تاخمارت.
وعن العنصر البشري، اضاف ان الولاية شهدت عملية واسعة مسّت جميع المستخدمين من الأعوان الى القابلات الى الشبه الطبي الى المختصين النفسانيين الى مساعدي الجراحة وغيرهم، حيث شهدت العملية تكوين 225 عنصر من 15 تخصصا، وعن تغذية المرضى بما فيهم من يتقدمون لمصالح الاستعجالات والذين يبقون للعناية والمراقبة فقد تمّ تكوين متخصصين في التغذية يشرفون عليها من اقتناء المواد الغذائية الى المطابخ الى تناول الوجبات، وحتى اطباء وشبه الطبيين الذين يقومون بالمناوبة يستفيدون من الوجبات مثل المرضى ليتمكنوا من اداء عملهم كما يرام ولا يتحجّجوا بالتغيب لتناول الوجبات. وما دمنا نتحدث عن العنصر البشري، فإن مستشفيات ولاية تيارت تتوفر على 164 طبيب اخصائي في مختلف التخصصات منهم 2 رئيسيين.