ناقش أخصّائيّون في الطب الاستعجالي فعالية التكفل الصحي الأولي بالحالات الطارئة خارج الإطار الاستشفائي، ضمن فعاليات يوم دراسي نظّمته المؤسسة العمومية الاستشفائية مسلم الطيب بمعسكر.
أبرزت البروفيسور بن عطى من المستشفى الجامعي لوهران، أهمية التكفل السريع بإصابات الجلطة الدماغية والنوبات القلبية، وفعالية التعليم والتدريب الطبي المتواصل، في تعزيز مهارات أطباء مصالح الاستعجالات، في التعامل مع الحالات الطارئة والحرجة، والتعرف على البروتوكولات الجديدة لتحسين سرعة وجودة الاستجابة الطبية وتوسيع نطاق المعارف، لما ينعكس ايجابا على التكفل الأمثل بالمرضى، من حيث ربح الوقت وإنقاذ حياة الأفراد من الأمراض التي أصبحت منتشرة بقوة وتزداد يوما بعد يوم، بين فئات عمرية شابة والأقل عن 40 و50 سنة، على غرار النوبات القلبية والجلطات الدماغية.
وقال الدكتور بن عودة مومن، رئيس مصلحة الاعانة الطبية المستعجلة بمستشفى مسلم الطيب، أنّ الطب الاستعجالي هو فرع من الطب يهتم بتقديم الرعاية الطبية الطارئة للحالات الحرجة أو المستعجلة التي تتطلّب تدخلا فوريا، لتجنب تفاقم الحالة أو إنقاذ الحياة، حيث يتميّز هذا النوع من الطب بالتدخل السريع والدقيق في أقسام الطوارئ بالمستشفيات، ويشمل علاج الإصابات الناتجة عن الحوادث، الأزمات القلبية، الجلطات، والتسممات، وهي غالبا حالات يستدعي التكفل الأمثل بها، التدخل خارج الإطار الاستشفائي من خلال تقديم الرعاية الطبية الطارئة في مكان الحادث قبل نقل المصاب إلى المستشفيات أو المرافق الصحية.
وأشار الدكتور مومن، إلى أنّ تنظيم اليوم الطبي الدراسي يهدف بالأساس الى تبادل الخبرات والتجارب في مجال طب الطوارئ، من أجل بلوغ مستوى عالٍ من التكفل الطبي بالإصابات الحرجة والطارئة، لاسيما النوبات القلبية والدماغية، التي عرفت في السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا بين الفئات العمرية الشابة، الأقل من 40 سنة، موضّحا أنّ التنظيم الدوري للأيام الدراسية والتكوينية يساهم في تطوير النظام الصحي ككل، ويعزّز من قدرة الأطباء والمسعفين على إنقاذ الأرواح بكفاءة أكبر، لاسيما بالنسبة للأمراض التي أصبحت محط اهتمام عالمي، بسبب عوامل متعدّدة أهمها القلق وأسلوب العيش غير الصحي.
وأوصت أشغال اليوم الدّراسي بوجوب تكثيف عوامل الوقاية من الأمراض، من خلال التوعية والعمل التحسيسي حول أهمية الحياة الصحية، مثل ممارسة الرياضة وتجنب التدخين، وتشجيع الفحوصات الدورية بين الفئات العمرية الشابة، وتقديم حملات وطنية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم، فضلا عن اقتراح مشروع لتوسيع مجال خدمات مصلحة الاعانة الطبية المستعجلة لمستشفى مسلم الطيب، وتمكينه من التكفل بحالات النوبات القلبية والجلطات الدماغية مكان الإصابة وخارج الإطار الاستشفائي، لربح الوقت وتعزيز فرص الشفاء والانقاذ.
وأجمع المشاركون في اليوم الدراسي على أنّ الطب الاستعجالي خارج الإطار الاستشفائي يتطلّب فرقاً مدربة ومجهّزة، مثل المسعفين والأطباء المتخصصين في التدخل الميداني، بالإضافة إلى تقنيات وأجهزة متنقلة للإسعاف.