انطلقت السبت بالمركز الثقافي الإسلامي في الجلفة مبادرة “حملة نظافة بتقنية الطباعة Pochoir”، التي أطلقتها جمعية منابع الإبداع، تحت الرعاية السامية لوالي الولاية، بهدف تعزيز النظافة العامة ببدائل مبتكرة ومستدامة، وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على المستوى الوطني، حيث تعتمد على إعادة تدوير الدلاء الفارغة وتحويلها إلى أدوات نظافة عملية”.
قال فيرح عمر رئيس جمعية منابع الإبداع، أن مبادرة “حملة نظافة بتقنية الطباعة Pochoir”، جاءت كحل عملي لمشكلة النفايات المنتشرة في المدينة، من خلال إعادة تدوير الدلاء الفارغة واستخدامها كوسيلة لنقل النفايات بين المحلات التجارية والمساجد والحاويات الرئيسية.
وأضاف فيرح عمر في حديثه لـ “الشعب”، أنّ “بعد دراسة ميدانية حول أسباب انتشار النفايات، وجدنا أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود وسيلة لنقل النفايات من المحلات إلى الحاويات البلدية، خاصة مع بعد المسافة. ففكرنا في حل بسيط وفعال، وهو إعادة تدوير الدلاء الفارغة، وتنظيفها، وطلاؤها، وطباعتها بأشكال جمالية، ثم توزيعها على المحلات والمساجد كحاويات وسيطة للنفايات”.
ويتابع “تمكنّا من جمع 177 دلوا حتى الآن، من بينها 18 دلوا تحمل تصميم المسجد والنخلة، وهي مخصّصة للمساجد، في حين تم تزيين بقية الدلاء برسومات الأزهار والنقوش لتناسب المحلات التجارية. الهدف هو توفير وسيلة نظافة عملية، وتشجيع أصحاب المحلات والمساجد على الحفاظ على نظافة محيطهم عبر التزام أخلاقي ومعنوي”.
وأوضح رئيس الجمعية أنّ المبادرة حظيت بدعم واسع من السكان، حيث تم اختيار حي 5 جويلية كنقطة انطلاق، نظرا لقربه من المركز الثقافي الإسلامي الذي وفر فضاءات لتنفيذ المشروع، مضيفا أنّ “المحلات ساهمت معنا وتفاعلت مع الفكرة، وأبناء الحي وقفوا معنا منذ البداية، كما أنّ الأئمّة وأصحاب المحلات التزموا معنا في هذا المشروع”.
وأشار فيرح إلى أنّ تلاميذ المدارس سيكونون جزءا من العملية، حيث سيحملون الدلاء ويتولون مسؤولية الاتفاق مع أصحاب المحلات والمساجد على الحفاظ عليها، وإعادتها إلى الداخل بعد انتهاء النشاط التجاري أو الصلاة، بحيث يتم جمع الأكياس البلاستيكية ونقلها إلى الحاويات الرئيسية”.
وأكّد أنّ والي الولاية كان داعما للمشروع، من خلال توجيه مختلف المديريات لعقد اجتماع تنسيقي لتسهيل المهمة، وهو ما تمّ الشهر الجاري بالمدرسة القرآنية النموذجية الشيخ عبد القادر الشطي، بحضور ممثلي المؤسسات والجمعيات، وتمّ خلاله توزيع المهام لإنجاح المشروع. كما أنّ البلدية ومؤسسة Tazfa قدّمتا الدعم التقني واللوجستي لضمان نجاح التجربة.
وكشف رئيس الجمعية عن طموحهم لتوسيع المشروع ليشمل باقي أحياء المدينة، قائلا “نحن مستعدّون لمواصلة العمل، لكننا بحاجة إلى دعم المجتمع، سواء عبر التبرع بالدلاء الفارغة أو المساهمة في نشر الفكرة. إذا نجحت التجربة الأولى، سنسعى لتعميمها في جميع شوارع الجلفة ليصبح مشروعا نموذجيا يعكس روح المسؤولية الجماعية”.