حدث استثنائي يبرز غنى الحرف اليدوية والنّكهات المحلية

سوق رمضان بأولاد فايت.. تجارة وثقافة

فاطمة الوحش

الزوّار مدعوّون لتذوّق أشهى أنواع العسل الطّبيعي

سيكون عشّاق التراث والتقاليد على موعد مع تجربة فريدة من نوعها خلال فعاليات سوق رمضان بولاد فايت، المقرر إقامته بين 20 و22 فيفري. ويعد هذا الحدث أكثر من مجرد معرض تجاري، فهو احتفال بالهوية الثقافية الجزائرية، ونافذة على ثراء الحرف اليدوية والمنتجات المحلية التي تجسد روح الأصالة والإبداع.

 يجمع سوق رمضان حرفيين ومنتجين من مختلف ولايات الجزائر، ليقدموا للجمهور أعمالًا تعكس تنوع الثقافة الجزائرية وتاريخها العريق. سيجد الزوار في أروقة السوق مجموعة واسعة من المنتجات التقليدية التي تحمل في تفاصيلها حكايات الماضي وتاريخ الأجداد.
من المجوهرات الفضية التقليدية التي تحمل بصمة القبائل الأمازيغية، إلى الأواني الفخارية التي تعكس تراث مناطق مختلفة، سيتسنّى للزوار اكتشاف القطع الفريدة التي تحافظ على روح الحرف اليدوية رغم التحديات التي يفرضها الإنتاج الصناعي الحديث. كما سيكون هناك ركن خاص بـالنسيج والتطريز، حيث ستُعرض قطع فنية من الملحفة، والقفطان، والبرنوس التقليدي، والتي لا تزال تحتفظ بمكانتها في المناسبات الجزائرية.
إلى جانب الحرف اليدوية، سيكون المطبخ الجزائري حاضرًا بقوة في سوق رمضان، حيث سيعرض المشاركون مجموعة من المنتجات الغذائية التقليدية التي تشكل جزءًا من هوية المطبخ الجزائري العريق. وسيكون الزوار مدعوين لتذوق أشهى أنواع العسل الطبيعي، والتمور الفاخرة، بالإضافة إلى الأجبان المحلية التي تمتاز بنكهاتها الفريدة.
كما سيتعرّف الزوار على أنواع مختلفة من زيت الزيتون المستخرج من بساتين الجزائر، والذي يتميز بجودته العالية. ولن تكتمل الرحلة في عالم المذاقات بدون التوابل المحلية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من المطبخ الجزائري، حيث ستعرض خلطات مميزة من رأس الحانوت، والفلفل الحار، والكمون، والزعتر البري، والتي تعكس عبق المأكولات التقليدية.
وفي ظل الاهتمام المتزايد بالمنتجات الطبيعية والصديقة للبيئة، سيوفر سوق رمضان بديلًا مثاليًا لعشّاق العناية بالبشرة والشعر، من خلال جناح المستحضرات التجميلية الطبيعية التي تعتمد على مكونات جزائرية خالصة مثل زيت الأركان، والصبار، والحناء، والمستخلصات النباتية الطبية. هذه المنتجات، التي تعكس خبرات الجدات في العناية بالجمال بطرق طبيعية، تلقى إقبالًا متزايدًا نظرًا لفوائدها الصحية، وقدرتها على منح البشرة والشعر حيوية طبيعية بعيدًا عن المواد الكيميائية الضارة.
سوق رمضان لا يقتصر فقط على كونه فضاءً للبيع والتسوق، بل هو أيضا منصّة للتفاعل بين الحرفيين والجمهور من خلال ورشات عمل حيّة وعروض توضيحية، سيحظى الزوار بفرصة التعرف عن قرب على أسرار بعض الحرف التقليدية، مثل فن النقش على النحاس، وحياكة السجاد، وصناعة الفخار. كما سيتم تنظيم لقاءات مع الحرفيين، حيث سيشاركون تجاربهم وتحدياتهم في الحفاظ على هذه المهن التي تواجه خطر الاندثار.
هذا الحدث سيكون فرصة نادرة لعشّاق التراث، ولأولئك الذين يسعون لاكتشاف روح الجزائر الحقيقية من خلال حرفييها، ومأكولاتها، ومنتجاتها الطبيعية. فهو ليس مجرد سوق، بل رحلة عبر الزمن، تأخذ الزوار في جولة بين أصالة الماضي وجمال الحاضر، في انتظار أن تظل هذه التقاليد حية للأجيال القادمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19705

العدد 19705

الخميس 20 فيفري 2025
العدد 19704

العدد 19704

الأربعاء 19 فيفري 2025
العدد 19703

العدد 19703

الثلاثاء 18 فيفري 2025
العدد 19702

العدد 19702

الإثنين 17 فيفري 2025