تخفيضات معتــبرة واستحســان واسـع من الأوليــاء
تشهد ولاية سكيكدة، منذ مطلع شهر سبتمبر 2025، حركية تجارية استثنائية بالتزامن مع اقتراب الدخول المدرسي 2025-2026، وذلك من خلال إطلاق سلسلة من المعارض التجارية ونقاط البيع الخاصة بالمستلزمات المدرسية، في مبادرة وطنية تهدف إلى التخفيف من الأعباء المالية على العائلات.
المبادرات جاءت تطبيقًا لتعليمات وزارة التجارة الداخلية وترقية الصادرات وتحت إشراف مباشر من والي الولاية، تمثل خطوة استراتيجية في سياق السياسات العمومية الرامية إلى دعم القدرة الشرائية للمواطنين، ومحاربة المضاربة التي عادة ما تعرف تصاعدًا في الأسعار مع حلول المواسم الدراسية.
وعرفت، الانطلاقة الرسمية لهذه المعارض أجواء تنظيمية دقيقة وتوافدا واسعا من طرف المواطنين، في مشهد يعكس مستوى الوعي المجتمعي وتقدير السكان لمثل هذه المبادرات التضامنية.
وقد تمّ افتتاح معرض رئيسي في ساحة المركز الثقافي “عيسات إيدير” وسط مدينة سكيكدة، حيث ضمّ تشكيلة واسعة من الأدوات واللوازم المدرسية التي تغطي احتياجات مختلف الأطوار التعليمية (ابتدائي، متوسط، وثانوي).وحسب تصريحات العارضين، فإن التخفيضات المقدمة تراوحت بين 20% و30% مقارنة بالأسعار المتداولة في الأسواق التجارية الخاصة، ما ساهم بشكل ملموس في استقطاب المواطنين الباحثين عن الجودة والتكلفة المناسبة في أن واحد.
وعبّر، العديد من أولياء التلاميذ عن ارتياحهم الكبير لهذه المعارض، مؤكدين أنها تمثل متنفسا حقيقيا لهم في ظلّ الأعباء المتزايدة للدخول المدرسي، قالت “فتيحة”، وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، “الأسعار هنا أرخص بكثير من السوق، التنظيم جيد والتنوع في المنتجات موجود، هذه المبادرة فعلا خفّفت علينا الكثير من المصاريف”.
أما “كمال”، موظف وأب لثلاثة أطفال، فقد عبر عن امتنانه “من الرائع أن نجد كل الأدوات المدرسية في مكان واحد وبأسعار مناسبة، نحن كأولياء نشكر السلطات وكل من ساهم في هذه الفكرة الممتازة”.
ولم تقتصر التظاهرات التجارية على عاصمة الولاية فقط، بل امتدت لتشمل عدة بلديات كبرى، وهو ما يعكس الطابع اللامركزي للمبادرة وحرص السلطات المحلية على ضمان استفادة الجميع منها، لا سيما القاطنين في المناطق الداخلية.
ففي بلدية الحروش، تمّ تنظيم المعرض بالسوق الجواري الواقع بطريق أمجاز الدشيش، وذلك بحضور رسمي ضمّ رئيس الدائرة ومفتش التجارة، وفي بلدية عزابة، فقد احتضنت دار الشباب معرضا مماثلا، شمل كافة المستلزمات المدرسية بتخفيضات ملحوظة.
وفي القل، لعبت المكتبة الحضرية “علي بوعطيط” دورا محوريا في احتضان الفعالية التي حضرها الأمين العام لدائرة القل، رئيس المجلس الشعبي البلدي، إضافة إلى ممثلين عن الحماية المدنية والأمن الوطني والاتحاد المحلي للتجار.
ومن المنتظر فتح نقاط أخرى على مستوى بلديتي تمالوس وبن عزوز، وهذه التغطية الشاملة تؤكد أن المبادرة هو مشروع اجتماعي منسق يهدف إلى الوصول إلى كل شبر من تراب الولاية.
وخلال إشرافه على افتتاح معرض ساحة الشهداء، صرّح مدير التجارة لولاية سكيكدة، عماري محمد، “إن هذه التظاهرات التجارية تعكس بعدا تضامنيا حقيقيا، وتسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي خلال موسم حساس مثل الدخول المدرسي”.
واوضح، عماري، أن هذه الخطوات تندرج في إطار سياسة وطنية شاملة تهدف إلى مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، من خلال إجراءات ملموسة تخدم المواطن مباشرة.
ومن جهة أخرى، أكد عدد من المسؤولين أن هذه الخطوة تأتي انسجاما مع الجهود الوطنية لمحاربة المضاربة، وتوفير المواد الأساسية للمواطنين بأسعار مدروسة، خصوصا خلال المواسم الحساسة كالدخول المدرسي، الذي يعرف عادة ارتفاعا ملحوظا في الأسعار.
